responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة نویسنده : جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي    جلد : 2  صفحه : 103

خليفة مصر لقّبه قسيم أمير المؤمنين وهو أوّل من لقّب بها ، وكان الملوك قديما يكتب أحدهم من جهة الخليفة : «مولى أمير المؤمنين» أي عتيقه ، ويكتب هو إلى الخليفة «خادم أمير المؤمنين» فإن زيد في تعظيمه لقّب «وليّ أمير المؤمنين» ، ثمّ «صاحب أمير المؤمنين» ، ثمّ «خليل أمير المؤمنين» ، وهو أعلى ما لقّب به ملوك بني أيّوب ، فلقب الظّاهر هذا قسيم أمير المؤمنين ؛ وهو أجلّ من تلك الألقاب ، وكان في الظاهر محاسن وغيرها ، وظلم أهل الشام غير مرّة ، وأفتاه جماعة بموافقة هواه ، فقام الشيخ محيي الدين النّوويّ في وجهه ، وأنكر عليه ، وقال : أفتوك بالباطل! وكان بمصر منقمعا تحت كلمة الشيخ عزّ الدين بن عبد السلام ، لا يستطيع أن يخرج عن أمره ، حتّى إنّه قال لما مات الشيخ : ما استقرّ ملكي إلّا الآن.

ومن محاسنه ما حكاه ابن كثير في تاريخه أنّه حضر في يوم الثلاثاء تاسع رجب سنة ستّين إلى دار العدل في محاكمة في بئر بين يدي القاضي تاج الدين ابن بنت الأعزّ ، فقام الناس سوى القاضي ، فإنّه أشار إليه ألّا يقوم ، فقام هو وغريمه بين يدي القاضي وتداعيا ، وكان الحقّ بيد السلطان ، وله بيّنة عادلة به ، فانتزعت البئر من يد الغريم وهو أحد الأمراء.

والظاهر هو الذي أكمل عمارة المسجد النبويّ من الحريق ، وكان الخليفة المستعصم شرع فيه بعد أن احترق ، فقتل قبل أن يتمّ ، فجهّز الظاهر في رمضان سنة إحدى وستّين صنّاعا وأخشابا وآلات ، وطيف بها بالديار المصرية فرحة بها ، وتعظيما لشأنها ، ثمّ ساروا بها إلى المدينة الشريفة ، وأرسل منبرا فنصب هنالك ، وحجّ في سنة سبع وستّين ، فغسل الكعبة بيده بماء الورد [١] ، وزار المدينة الشريفة ، فرأى النّاس يلتصقون بالقبر النبويّ ، فقاس ما حوله بيده ، وأرسل في العام الذي يليه دارابزيا من خشب ، فأدير حول القبر الشريف.

وللظاهر فتوحات كثيرة ، وملك الرّوم ، وجلس بقيساريّة على تخت آل سلجوق ، ولبس التاج ، وضرب باسمه الدينار والدرهم ، وهو الذي جعل القضاة أربعة [٢] من كلّ مذهب قاض ، ولم يعهد ذلك قبله في ملّة الإسلام ، وهو الذي جدّد صلاة الجمعة بالجامع الأزهر وبجامع الحاكم ، وكانا مهجورين من زمن العبيديين ، فأساء في ذلك كلّ الإساءة كما سنبيّنه بعد هذا.

وأمر في أيامه بإراقة الخمور [٣] ، وإبطال المفسدات والخواطىء وإسقاط المكوس المرتّبة عليها ، فأحسن في ذلك كلّ الإحسان.


[١] الخطط المقريزية : ٢ / ٣٠٢.

[٢] الخطط المقريزية : ٢ / ٣٤٤.

[٣] شذرات الذهب : ٥ / ٣٢٤.

نام کتاب : حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة نویسنده : جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي    جلد : 2  صفحه : 103
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست