responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة نویسنده : جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي    جلد : 1  صفحه : 65

فتحها ، فقيل له : إنّك لا تقدر على ذلك ، فقال : لا بدّ من فتح شيء منها ، ففتحت له الثّلمة المفتوحة الآن بنار توقد وخلّ يرشّ وحدّادين يحدّون الحديد ويحمونه ، ومناجيق يرمي بها. وأنفق عليها مالا عظيما حتّى انفتحت ، فوجد عرض الحائط عشرين ذراعا ؛ فلمّا انتهوا إلى آخر الحائط ، وجدوا خلف النقب مطمرة من زبرجد أخضر ، فيها ألف دينار ، وزن كلّ دينار أوقيّة من أواقينا ؛ فتعجّبوا من ذلك ، ولم يعرفوا معناه. فقال المأمون : ارفعوا إليّ حساب ما أنفقتم على فتحها ، فرفعوه ؛ فإذا هو قدر الذي وجدوه ، لا يزيد ولا ينقص ، ووجدوا داخله بئرا مربّعة ، في تربيعها أربعة أبواب ، يفضي كلّ باب منها إلى بيت فيه أموات بأكفانهم ، ووجدوا في رأس الهرم بيتا فيه حوض من الصخر ، وفيه صنم كالآدميّ من الدّهنج [١] ، وفي وسطه إنسان عليه درع من ذهب مرصّع بالجواهر ، وعلى صدره سيف لا قيمة له ، وعند رأسه حجر ياقوت كالبيضة ، ضوءه كضوء النّهار ، عليه كتابة بقلم الطّير ، لا يعلم أحد في الدنيا ما هي. ولمّا فتحه المأمون ، أقام الناس سنين يدخلونه وينزلون من الزلّاقة التي فيه ، فمنهم من يسلم ، ومنهم من يموت.

وقال صاحب المرآة : من عجائب مصر الهرمان ، سمك كلّ واحد خمسمائة ذراع في ارتفاع مثلها ، كلّما ارتفع البناء دقّ رأسهما حتّى يصير مثل مفرش حصير ، وهما من المرمر ، وعليهما جميع الأقلام السّبعة : اليونانيّة ، والعبرانيّة ، والسّريانيّة ، والسّنديّة ، والحميريّة ، والرّوميّة ، والفارسيّة. قال : وحكى جدّي عن ابن المناوي ، أنّه قال : حسبوا خراج الدنيا مرارا فلم يف بهدمها.

قال صاحب المرآة : هذا وهم ؛ فإنّ صلاح الدين يوسف بن أيّوب أمر بأن يؤخذ منها حجارة يبني بها قنطرة وجسرا ، فهدموا منها شيئا كثيرا.

قال : وحكى لي من دخل الهرم المفتوح أنّه وجد فيه قبرا ، وأنّ فيه مهالك ، وربمّا خرج الإنسان في سراديب إلى الفيّوم. قال : والظاهر أنّها قبور ملوك الأوائل ، وعليها أسماؤهم وأسرار الفلك والسحر وغير ذلك. قال : واختلفوا فيمن بنى الأهرام ، فقيل : يوسف ، وقيل : نمرود ، وقيل : دلوكة الملكة ، وقيل : بناها القبط قبل الطوفان ، وكانوا يرون أنّها مأمن ، فنقلوا أموالهم وذخائرهم إليها ، فما أغنى عنهم شيئا.

وحكى بعض شيوخ مصر أنّ بعض من يعرف لسان اليونان ، حلّ بعض الأقلام التي عليها ، فإذا هي : «بنى هذا الهرمان ، والنّسر الواقع في السّرطان». قال : ومن ذلك


[١] الدهنج : جوهر كالزمرّد. [مختار الصحاح].

نام کتاب : حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة نویسنده : جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي    جلد : 1  صفحه : 65
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست