مشاهير الصحابة ، وأحد الزّهاد ، وأحد الأمراء ، دخل مصر في الجاهليّة ، واجتمع بالمقوقس ، وذاكره بأمر النبيّ 6 ، ثمّ رجع ، فأسلم عام الخندق ، وأوّل مشاهده الحديبية. مات في رمضان سنة خمسين عن سبعين سنة.
قال ابن سعد : كان يقال له مغيرة الرأي. وقال الشعبيّ : القضاة أربعة : أبو بكر ، وعمر ، وابن مسعود ، وأبو موسى. والزّهاد أربعة : معاوية ، وعمر ، والمغيرة ، وزياد. وقال : سمعت المغيرة يقول : ما غلبني أحد. وقال قبيصة بن جابر : صحبت المغيرة بن شعبة ، فلو أنّ مدينة لها ثمانية أبواب لا يخرج منها إلّا بمكر ، لخرج المغيرة من أبوابها كلّها. وكانت إحدى عينيه أصيبت يوم اليرموك. وقيل : بل نظر إلى الشمس وهي كاسفة فذهب ضوء عينه.
٢٧٧ ـ المقداد بن الأسود ـ وليس الأسود أباه ، وإنما تبنّاه الأسود بن عبد يغوث وهو صغير ، فعرف به ؛ واسم أبيه عمرو بن ثعلبة الكنديّ ـ أبو معبد. أحد السابقين ، شهد أحدا وبدرا والمشاهد كلّها ، ولم يثبت أنّه شهد بدرا فارس غيره. قال ابن الربيع : شهد فتح مصر ، ولهم عنه حديثان ، مات بالمدينة سنة ثلاث وثلاثين ، وله نحو سبعين سنة. أخرج ابن الربيع ، عن يزيد بن أبي حبيب ، أنّ المقداد بن الأسود [١] غزا مع عبد الله بن سعد إفريقيّة ، فلمّا رجعوا قال عبد الله بن سعد للمقداد في دار بناها : كيف ترى بنيان هذه الدار؟ فقال له المقداد : إن كان من مال الله فقد أفسدت ، وإن كان من مالك فقد أسرفت ، فقال عبد الله : لولا أن يقول قائل : أفسدت مرّتين ، لهدمتها.
٢٧٨ ـ المنيذر الأسلميّ ـ ويقال المنذر ـ قال ابن الربيع : دخل مصر ، ولهم عنه حديث ، وسكن إفريقيّة. وقال ابن يونس : له صحبة ، كان بإفريقيّة ، روى عنه أبو عبد الرّحمن الجيليّ. قال عبد الملك بن حبيب : دخل الأندلس من الصحابة منذر الإفريقيّ.
٢٧٩ ـ مهاجر ، مولى أم المؤمنين أمّ سلمة [٢] ، يكنى أبا حذيفة. قال ابن الربيع :