نام کتاب : تنزيه الأبصار والأفكار في رحلة سلطان زنجار نویسنده : زاهر بن سعيد جلد : 1 صفحه : 240
ثم أنزلوهم في دار فسيحة ، وأكرموهم غاية الإكرام. وباتوا هناك مدة للراحة. وبعد ذلك ركبوا قطار سكة الحديد ، وساروا إلى باريس.
أمّا الرجال الثلاثة من الإنكليز الذين رافقوا سعادة السلطان إلى كاليس فودعوه ، ورجعوا إلى لندن بالسلامة.
أما السيد وأتباعه فوصلوا إلى باريس في اليوم الثاني عشر من جمادى الثانية وكانت الدولة الفرنساوية أرسلت جوقا من العساكر ، وبعضا من أكابر الدولة لملاقاة سعادته.
فلما نزل السلطان من جاري الدخان [١] سلّم عليه أولئك الرّجال ، ورحبوا بقدومه.
وكان المارشال مكمهون [٢] رئيس الجمهورية الفرنساوية قد أرسل مركبته لسعادة السلطان ، فركبها صحبة رجاله ، وفرقة من الفرسان محاطة به من قدّامه ومن ورائه.
ثم ساروا بالسيد ورجاله ، وأنزلوهم في دار جميلة البناء وسيعة غاية الاتساع ذات طبقات عديدة ، ومزينة بالفرش الثمينة ، فدخلها السيد صحبة رجاله ، واستراح فيها.
وبعد صلاة العصر وصل المارشال مكمهون لمواجهة السلطان ، فسلم عليه ورحّب بقدومه. ثم تقدم وزير الخارجية أيضا ، وسلم على سعادته ، وصارت الوزراء والأكابر وأعيان الأمة يتردّدون على سعادته ، ويهنئونه بوصوله إلى بلادهم بالسلامة ، وقضى نهاره في مقابلة الناس وردّ السلام.