وكتاب الله سبحانه أفضل راشد وأصدق شاهد يشهد ، ولا شيء أعظم ممّا عظّمه الله تبارك وتعالى ، وقد دلّنا على تجارة رابحة ، وصفقة بالفوز والنجاح راجحة ، فقال عزّ من قائل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ ، تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ، ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ، يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ، ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ، وَأُخْرى تُحِبُّونَها نَصْرٌ مِنَ اللهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ)[١].
والجهاد في اللغة العربية مأخوذ من الجهد ، ومن ذلك قولهم : بلغ جهده ومجهوده وجهده الأمر إذا استنفد / [س ١٢] وسعه وطاقته [٢] ، قال الله العظيم : (وَجاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ)[٣] أي دافعوا عن دينه وقاتلوا في سبيله بغاية القدرة ومنتهى القوّة.