قيل : إنها دفنت بالأبواء ؛ قرية من أعمال الفرع [٢] ، بينها وبين الجحفة [٣] مما يلي المدينة ثلاثة وعشرون ميلا. ذكره القاضي عياض في المشارق [٤].
وقيل : بمقبرة مكة بالحجون.
وجمع بعض العلماء بأنها دفنت أولا بالأبواء ، ثم نقلت ودفنت بالحجون بمعلا مكة ، ويؤيد أنها دفنت بالحجون ما روي عن عائشة رضياللهعنها قالت : حج بنا رسول الله 6 حجة الوداع ومرّ بي على شعبة الحجون ... الحديث ، إلى أن قالت : قال رسول الله 6 : «ذهبت إلى قبر أمي فسألت ربي أن يحييها فأحياها ... الحديث» [٥].
وقبرها معروف ، وبنى عليها قبة : عيسى شيخ الحرم ، وذلك في سنة ألف ومائتين واثنتين [٦] وأربعين على ما هو مكتوب في حجر على بابها ، وعلى القبر الشريف تابوت وعليه كسوة حمراء بعث بها عباس باشا والي مصر مع كسوة تابوت السيدة خديجة رضياللهعنهم ، وذلك في نيف وستين وألف ومائتين. ثم غيرت الكسوتين بأخريين خضر مطرزتين
[٢] الفرع : قرية من نواحي المدينة عن يسار السقيا ، بينها وبين المدينة ثمانية برد على طريق مكة ، بها منبر ونخل ومياه كثيرة ، وهي قرية غناء كبيرة (معجم البلدان ٤ / ٢٥٢).
[٣] الجحفة : كانت قرية كبيرة على طريق المدينة من مكة على أربع مراحل ، وهي ميقات أهل مصر والشام (معجم البلدان ٢ / ١١١).