responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تحصيل المرام نویسنده : الصبّاغ    جلد : 1  صفحه : 284

ثم توجه إبراهيم عليه الصلاة والسلام خارجا على دابته ، فتبعته هاجر حتى وافى إبراهيم عليه الصلاة والسلام بكداء ، فقالت له هاجر : إلى من تركتنا؟ قال : إلى الله عزوجل ، فقالت : رضيت بالله.

وفي رواية : قالت له : إلى أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه أنيس ولا شيء؟ وقالت له ذلك مرارا فلم يلتفت إليها. فقالت : آلله أمرك بهذا؟ قال : نعم. فقالت : إذا لا يضيعنا الله ، ثم رجعت تحمل ابنها ، فانطلق إبراهيم عليه الصلاة والسلام حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه ، استقبل بوجهه البيت ، ثم رفع يديه وقال : اللهم (إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ ...) ـ إلى قوله ـ : (يَشْكُرُونَ) [إبراهيم : ٣٧] ، وجعلت هاجر ترضع ولدها حتى فني ماء [شنّتها][١] فانقطع درّها ، فجاع ابنها فاشتد جوعه ، حتى نظرت إليه أمه يتشحط [٢] ، فخشيت أمه [أن][٣] يموت عليه الصلاة والسلام ، فقالت أمه : لو تغيبت [عنه][٤] حتى يموت ولا أدري بموته ، فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها ، فقامت عليه تنظر هل ترى أحدا ، فلم تر أحدا ، فهبطت من الصفا وقالت : لو مشيت بين هذين الجبلين تعللت حتى يموت الصبي ولا أراه ، [فمشت][٥] بينهما حتى إذا وصلت الوادي رفعت طرف درعها ، ثم سعت سعي الإنسان المجهود حتى جاوزت الوادي ، فقامت عليها فنظرت فلم تر أحدا ، ففعلت ذلك سبع مرات.


[١] في الأصل : شنها.

[٢] يتشحط : يتخبط ويضطرب ويتمرغ (اللسان ، مادة شحط).

[٣] في الأصل : أنه. والتصويب من البحر العميق (٣ / ٢٧٣).

[٤] في الأصل : فيه.

[٥] في الأصل : فمشيت.

نام کتاب : تحصيل المرام نویسنده : الصبّاغ    جلد : 1  صفحه : 284
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست