وأرعد [١] ، وأحفظه ما به توعد ، وقال أو بلغ من حداثة الخبيث ، أن يحدّث نفسه / ٩ / بهذا الحديث [٢] ، قل له للبلوغ سنّ لو كان يدركها ، لكان يدع هذه الدّعوى ويتركها ، ولو كان لنا أجفان تكفينا لركبنا إليه ثبج هذا البحر ، ونزلنا من سرارة [٣] أرضه بين السّحر والنحر.
ولم يعلم أن من الاعتزاز ما يهب هوانا [٤] ، وأنّ ربّ كلمة هاجت حربا عوانا [٥]. فقام الرّسول وهو يقول قد زل لسانك وستزل قدمك ، وستندم على ما فرط منك حيث لا يغني عنك قدمك ، وما تغني أضغاث الأحلام [٦] ، إذا هاجت أضغاث الكلام ، وخرج حتى ركب ظهر مطيته ، وعاد بما انطوى عليه إلى طيّته [٧].
[١] أبرق وأرعد : تهدد وأوعد. ومن الأمثال العربية : رعدا وبرقا والجهام جافر. وهو مثل يضرب لمن يتزيا بما ليس فيه. الميداني مجمع الأمثال ، ج ١ ، ص ٤٣٤.
[٥] والجمع العون. والعوان من الحيوان السنّ بين السنّين لا صغير ولا كبير. والعوان النّصف في سنّها من كل شيء. والعوان من النساء التي قد كان لها زوج ، وقيل هي الثيب ، والحرب العوان أي المتردّدة التي كان قبلها حرب. قال الشاعر :
حربا عوانا لقحت عن حولل
خطرت وكانت قبلها لم تخطر
وفي حديث الإمام علي كرم الله وجهه : كانت ضرباته مبتكرات لا عونا. أي وقعت مختلسة فأحوجت إلى المراجعة. لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٢٩٩.
[٦] إشارة إلى قوله تعالى : (" قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ وَما نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلامِ بِعالِمِينَ"). سورة يوسف ، الآية رقم ٤٤.
[٧] الطيّة : وجمعها طيات ، وهي الناحية ، والوطن ، والمنزل ، والوجهة. لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٢٠.