responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ ميورقة نویسنده : أبي المطرّف أحمد بن عميرة المخزومي    جلد : 1  صفحه : 127

فرار ولد الوالي

وكان له ولد ينافس بعض إخوته [١] ، ويحسده / ٤٢ / على مكانته عند الوالد وحظوته ، وكان يدلّ بالخلق الرّضي ، ويدلي بولادة لم يكن فيها حظ لهذا الحظي ، ولم يزل ينطوي من هذا الأمر ، على أحرّ من الجمر ، ويرصد الغوائل [٢] لأبيه ، ويخطر بخاطره من المنتصر أمر الشاب الشبيه.

فلمّا رأى حال البلد ، وقدّر التشفي من الوالد والولد ، ركب جنح الظلام [٣] ، وارتكب جناح [٤] الأثام ، وخرج إلى الرّوم فأكرموا مثواه ، وذمّوا له أباه الذي أباه [٥] ، وأصبح الناس من خبره مرتاعين ، ولأمر أبيه مراعين ، فأدناهم وجمعهم ، وأخذ في البراءة منه معهم ، وأخبرهم أنه منذ عقل ما صدرت عنه


[١] جاءت الإشارة في المخطوط إلى أبناء وبنات والي ميورقة أبي يحيى التنملي في عدّة مواضع ، فمنهم الابن الذي أجلسه والده للأحكام حين احتجب عن الناس وبالغ في الاحتراس خوفا من الجماعة الأندلسية. والثاني وهو هذا المرتد الذي فرّ إلى النصارى. والولد الثالث ابن الستة عشر ربيعا الذي قتله النصارى بين يدي والده وهو تحت التعذيب تنكيلا له وإرغاما. والابن الرابع الذي تنصر خوفا من إلحاقه بأخيه. أما البنات فقد صرن في حكم الأسر والرق بعد سقوط ميورقة.

[٢] والمفرد غائلة : الحقد الباطن والشر والدواهي. والغيلة : الخديعة والاغتيال. يقال : قتل فلان غيلة أي خدعة ، وهو أن يخدعه فيذهب به إلى موضع ، فإذا صار إليه قتله وقد اغتيل. والغيلة في كلام العرب إيصال الشر والقتل إليه من حيث لا يعلم ولا يشعر. لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٥١٢.

[٣] كناية عن فرار ولد الوالي إلى معسكر النصارى في ظلمة الليل.

[٤] الجناح : الميل إلى الإثم ، وقيل : هو الإثم عامة. قال تعالى : (" وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِيما عَرَّضْتُمْ بِهِ") ، أي الجناية والجرم. وقيل : لا إثم عليكم ولا تضييق. وفي حديث ابن عباس في مال اليتيم : إني لأجنح أن آكل منه ، أي أرى الأكل منه جناحا وهو الإثم. لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٤٣٠.

[٥] جناس تام بين" أباه الاسم وهو الوالد وأباه الفعل".

نام کتاب : تاريخ ميورقة نویسنده : أبي المطرّف أحمد بن عميرة المخزومي    جلد : 1  صفحه : 127
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست