responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ ميورقة نویسنده : أبي المطرّف أحمد بن عميرة المخزومي    جلد : 1  صفحه : 102

عاد الحديث عن إطلالهم على البر وإطلاقهم أعنة الشر

/ ٢٥ / ولمّا طاب البحر للمسافر ، واغتنم الكابر الحرد سجاحة الكافر ، فركب بجمعه ، ولجّ حتى لجّج في قطعه ، وحين أتم العبور ، وقصد بنزوله المرسى المذكور ، أخرج الوالي جماعة تسدّ تلك المسالك ، وتمنعهم النزول هنالك ، فباتوا على المرسى في الرّجل والخيل ، وأجفان الرّوم سطور تمنع قراءة سوادها سواد الليل.

وبات المقدّمون على الجماعة وهم من قوم الوالي يتجارون المنكر ، ويتهادون المسكر [١] ، وهم بالمعاقرة [٢] عارفون ، وللمقارعة عائفون ، وقال لهم الناس إنّ هاهنا مرسى آخر [٣] ، ولا نأمن أن يقصده الرّوم فعزمهم ساهر ، والليل لهم ساتر ، وإن جاؤوه ولا حامي له نزلوا بساحته ، وحصلوا على استباحته ، والرأي أن تكون هنالك جماعة تذكي العيون وتمنع هذا المتوقع أن يكون ، فزجرهم أولئك المقدمون ، وقالوا كيف تنصحون وأنتم المتهمون [٤].

فلما جن الليل على النصارى ذهبوا كما قدّر ، وتأتى لهم النزول حيث ذكر ، فنزل منهم تلك الليلة بذلك المرسى خمسمائة فارس وعشرة آلاف راجل ، فأصبحوا هنالك في الثامن عشر من شوال ، وهو يوم الاثنين ، وسار إليهم الجمع ولا رغبة / ٢٦ / لهم في إحدى الحسنيين ، فحين رأوهم


[١] جناس ناقص بين" المنكر والمسكر".

[٢] العقار : الخمر ، سميت بذلك لأنها عاقرت العقل أي لزمته. يقال : عاقره إذا لازمه وداوم عليه.

والمعاقرة : إدمان شرب الخمر. فلان يعاقر النبيذ أي يداومه ، وأصله من عقر الحوض ، وهو أصله والموضع الذي تقوم فيه الشاربة ، لأن شاربها يلازمها ملازمة الإبل الواردة عقر الحوض حتى تروى. لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٥٩٨.

[٣] هو مرسى شنت بوصة (سانتا بونزا) الذي سبق التعريف به ، وسيشهد أول صدام مسلح بين مسلمي الجزيرة والنصارى الغزاة.

[٤] جناس ناقص بين" المقدمون والمتهمون".

نام کتاب : تاريخ ميورقة نویسنده : أبي المطرّف أحمد بن عميرة المخزومي    جلد : 1  صفحه : 102
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست