وكان أوّل من خالف عليه الفضل بن يونس المرادي [١] بالجوف [٢] وخالف عليه ولد طريف غلامه [٣] بيحصب ورعين. ومالوا إلى جعفر بن إبراهيم المناخي. وتحرك عليه المكرمان [٤] بناحية الجوف. فوجّه أبو يعفر يوسف بن عبد الجبار الخيواني من همدان طريق الرضراض [٥] في عسكر عظيم. ووجه أبا محفوظ محمد بن أحمد الخيواني أيضا طريق مأرب ، ثم ظفر بالفضل فقطع خضراه [٦] وهدم غبراه. ثم استأمن فأمنه. فقدم عليه شبام. وذلك في شعبان سنة إحدى وسبعين.
وولي الدعام [٧] بن إبراهيم بن محمد بعد ما اطّرد الجوفين له وأفرده بأمرهما وولايتهما ، فمكث على ذلك. ثم حاربه وتغيّر عليه. فوجّه إبراهيم بن محمد في حربه [٨] هاشم بن مسعود فتاه ، والحسن بن أحمد النجراني. وموسى بن محمد بن موسى السكسكي فحاربوا الدعام بورور [٩] في أعلا الجوف فهزمهم الدعام وقتل منهم بشرا كثيرا [١٠].
وكان لأبي يعفر بخيوان [١١] عسكرا فوثب أحمد بن مسعود على
[٥] الرضراض : معدن الفضة قال الهمداني في صفة جزيرة العرب : ١٥٤ «ثم أودية الرضراض وحريب ونهم ومشاربها من جبال السر : صرع وسامك ومساقط بلاد عذر مطرة وبلد يام وهيلان وتحت سامك الرضراض وإليه ينسب معدن الرضراض وثم قرية المعدن معدن الفضة وهو معدن لا نظير له في الغزر وخرب بعد قتل محمد بن يعفر وذلك انه كان حدّا بين نهم من همدان ومرهبة ومراد وبلحارث وخولان العالية».