الثالث عمل طبريّة مدينة من جند الأردن بناها طبريون أحد ملوك اليونان البطالسة ، فعرفت به ، ثمّ عرّبت طبريّة والنسبة إليها طبراني ، للفرق بينها ، وبين طبرستان ، حيث النسبة إليها طبري ، وهي في الغور في سفح جبل ، ومن عملها قدس ، وكان معها قديما السّواد وبيسان ثمّ خرجا عنها.
الرابع عمل تبنين وهونين ، وهما حصنان بنيا بعد الخمسمائة بين صور وبانياس ، قال العثماني : وأهل هذا العمل شيعة رافضة.
الخامس عمل عثليت ، وهي كورة بين قاقون وعكّا ، وفيها قرى متّسعة ، وهو من أواخر الأعمال الصفدية.
السادس عمل عكّا ، مدينة قديمة من سواحل الشام ، بناها عبد الملك ابن مروان ، وبها مسجد ينسب لنبي الله صالح 7 ، وكان الفرنج تغلّبوا عليها وأخذوها ، ثمّ استعادها السلطان صلاح الدين بن أيّوب سقى الله عهده ، ثمّ استعادتها الفرنج بعد موته ، ثمّ انتزعها منهم المنصور قلاوون سقى الله عهده وخرّبها في سنة تسعين وستمائة وكانت هي قلعة هذا الساحل [١] فلمّا خرّبت أقيمت صفد مقامها.
السابع عمل صور بفتح الصّاد مدينة قديمة ، وأمّا عامة حكماء اليونان منها ، وبها كنيسة تقصدها ملوك النصارى في البحر عند تملّكهم فيملكون ملوكهم بها لاعتقادهم أنّ ملوكهم لا يصحّ لهم تمليك إلّا منها ، وشرطهم أن يدخلوها عنوة فلا تزال عليها الرّقباء ، ومع ذلك فيأتونها مباغتة فيقضون وطرهم منها ثمّ ينصرفون ، وأهل هذا العمل كلّهم رافضة.
الثامن عمل الشّاغور وهما شاغورين يسمّيا : شاغور البعنة ، وشاغور عرابه ، وبه كان مقام أولاد يعقوب 7.
١ ـ كذا وهو وهم ، فقد سقطت عكّا للحملة الصليبية الثالثة أثناء تصدي صلاح الدين لها ، والذي فتح عكّا هو الأشرف خليل بن قلاوون.