responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ اليمن الإسلامي نویسنده : أحمد بن أحمد بن محمّد المطاع    جلد : 1  صفحه : 94

ولو علموا عقبى الأمور لقابلوا

أوائلها بالحزم واطّرحوا العجبا

ولكنه المقدور يلوي بذي الحجى

فيسلبه ان حم آراؤه سلبا

وبدأ القتال بينهم وبين الطّبريين أصحاب الإمام ، فانهزم الطبريّون ، وخرج الإمام في أصحابه ، وحمل عليهم حملة ، فانهزموا وقتل خيارهم ، وتبعهم إلى الجبانة [١] ، فسأله أبو العتاهية الرجوع فرجع ، ثم ان الجفاتم ، أرسلوا إلى أبي العتاهية يسألونه طلب الأمان لهم من الإمام ، فأمنهم الإمام ، ورجعوا إلى دورهم ، وفي اليوم الثاني أمر مناديا ينادي بالعطاء للعسكر ، فركب بعض الجند إليه ، وتخلف آخرون ، وبلغ الإمام عنهم كلام قبيح واجمعوا على حربه ، فلما كان من الغد ، وجّه الإمام إلى كبارهم وأهل البأس منهم والعناد ، قال السيد العباسي [٢] : (فلما أتوه وصاروا في داره أمر بهم في الحبوس والحديد ، وأخذ سلاحهم ودوابهم وفرّقها على الطبرّيين ، وهدأ البلد ، وانقطعت الفتنة ولبس الناس العافية : ولما استقرت الأحوال بالإمام سلّم أبو العتاهية جميع ما في يده من الأموال والدّواب والخيل والأسلحة وهجر الولاية وتزهّد).

من أخمل النفس أحياها وروّحها

ولم يبت طاويا منها على كدر

ان الرياح إذا اشتدت عواصفها

فليس ترمي سوى العالي من الشجر

ولعل القارىء يستغرب ما هنا ولا يقتنع بالبرهان الشعري على مدح الخمول وتحسينه ، ويستبعد أن يكون الحافز لأبي العتاهية الى التنازل عن الملك ومأثرة الضنك والبؤس ، حب الخمول ، وتغلب النزعة الصوفية على روحه ، ولا سيما إذا عرف انه لم يلبس المسوح ، ويطيل السّبحة ويأخذ زاوية المسجد ، ينتظر الموت فحسب ، بل نزل عن منصّة الإمارة إلى ميدان الكفاح ، فخاض المعامع ، وقارع الأبطال وزجّ بنفسه في غمرات الموت


[١] يعني جبانة صنعاء

[٢] سيرة الهادي ص ٢١٠.

نام کتاب : تاريخ اليمن الإسلامي نویسنده : أحمد بن أحمد بن محمّد المطاع    جلد : 1  صفحه : 94
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست