وقدم [١] عهد يعفر بن ابراهيم بن محمد بن يعفر على صنعاء ومخاليفها من صاعد بن مخلد وزير المعتمد ، فاعتزل ابراهيم بن محمد عن الإمارة وولي ابراهيم بن عبد الرحيم فأقام بصنعاء مدة واستعمل على صنعاء ولاة كثرا ، وكان أكثر مقامه بشبام ، ثم اجتمع أهل صنعاء من الأبناء وغيرهم والشهابيين على عمال ابي يعفر فقاتلوهم واخرجوهم من صنعاء ونهبوا دار أبي يعفر واحرقوها ، ولم يلبث ابو يعفر ان قتل بشبام آخر المحرم سنة ٢٧٧ ، فقام بالأمر بعده ابن عمه عبد القاهر بن احمد بن يعفر اياما حتى قدم من العراق احمد بن الحسين جفتم عاملا على صنعاء ، وكان قدومه في صفر سنة ٢٧٩ ، فقاتله الدّعام في صنعاء فهزمه جفتم ، ودخل عليه صنعاء وطرده عنها ، ودامت صنعاء في يد جفتم الى ان توفى المعتمد في رجب سنة ٢٧٩ ، فقام بالخلافة المعتضد بن الموفق طلحة فأقر جفتم على ولايته بصنعاء فلم يزل بها إلى سنة ٢٨٢ ، وكان حازما شديد الحذر ولما عاد إلى العراق في السنة المذكورة ، وثب الدّعام على صنعاء ثم هرب منها ، ورجع الأمر الى بني يعفر ، ولم يزل إبراهيم بن يعفر على صنعاء ومخاليفها ، وهو يهادن ابن زياد ولم تطل مدّته ، وقام بعده إبنه أسعد بن ابي يعفر بن ابراهيم بن محمد يعفر بن عبد الرحيم ، وفي أيامه ظهرت القرامطة فخرج قوم من اليمن إلى
[١] اعتمدنا في هذه الأنباء على رواية الخزرجي وفيها من الإضطراب مالا يخفى وقد راجعنا أنباء الزمن وقرة العيون وبغية المستفيد وغيرها فوجدنا من الاختلاف ما تعذر معه الوفاق والملائمة 6.