فأجابه الإمام ، ونهض الى بلاد الأبقور [١] واستنفرهم معه فأجابوه ، وتحرك في جيش كبير حتى نزل بموضع يقال له الصبابة أعلا وادي جازان ، ولما علم به الشّريف غانم بن يحيى خشي أن تجتمع أهل تهامة عليه مع الإمام ، ففرّق الأموال على أهل البلاد ، ثم جمع الجنود وقصد الإحاطة بالإمام ومن معه ، ولكن ذلك الجند فشل وتفرق ، فلاذ الشريف بأهل الحبشة أمراء زبيد ، وطلب منهم النجدة فلم ينجدوه ، وأخيرا عدل عن هذا وذاك ، واستذرى [٢] بالإمام ، وبذل له الطّاعة فاستوثق [٣] منه الإمام بالإيمان ، وعاد إلى الجبجب وأقام فيه إلى سنة ٥٤٢.
ودخلت سنة ٥٤٣ فيها كانت الحرب بين يرسم [٤] وأهل صعدة ، وكان الإمام بجبل بني عويمر [٥] منهوكا مما لحقه من المرض على إثر تهامة ، ولما عرف غلبة الصعديين ليرسم ، تقدم من موضعه لنجدة اليرسميين ، فدخل صعدة في عدد قليل فأحاط به الصّعديون ، وحاصروه في الجهة التي دخل منها ، ولم يتمكن من الخلاص إلّا بمشقة ، وعاد إلى محلّه متعبا منهوكا ، واستقر فيه إلى أن كان إجتماع الأشراف للنّظر فيمن يصلح للقيام بأمر الأمة كما سيأتي.
ودخلت سنة ٥٤٤ [٦] فيها أشترى الدّاعي محمد بن سبأ الزريعي من السلطان منصور بن المفضل بن ابي البركات الحميري ما كان تحت يده من المدن والحصون كالتّعكر ، وإب ، وجبلة ، وغيرها ، وقد تقدم ذكر الحصون
[١] الأبقور : قبيلة من خولان بن عمر لها بقية في سحار بالشمال من صعدة.