وبعد هذه الموقعة أنسحب من نجى من عسكر المكرم واستصرخوا بصنعاء فوافاهم المد وبعد ان حلم الأديم [١] فانفضت الجموع بالخيبة والفشل.
وفي خلال هذه المحاصرة والشريف الفاضل في الجوف وبنو الدعام وغيرهم من القبائل قد حالوا بينه وبين نجدة أخيه ، ولم يكن له من عمل في تلك الأيام إلّا تبادل الكتابة ، وتوثيق الصلات ، مع آل نجاح ، وقد كان جيّاش بن نجاح ، زعيم الأحباش يجري للشّريف الفاضل ألف دينار شهريّا ، راتبا كبيرا لذلك العهد ، وقد استطاع الفاضل إيصال بعض هذا المال إلى أخيه أيّام الحصار بحجة إرسال رسول يسعى في الصلح بين الفريقين المتحاربين والسرّ المكتوم إيصال المال ، وقد تأكدّت الصّلات بين زعيم الأحباش والشريف الفاضل ، حتى ضربا موعدا معيّنا للاتفاق واللقاء فليس الخبر كالعيان ، ولكن الأقدار لم تيسّر ذلك فقد عاقت بعض الطّوارىء عن الإجتماع بالذّات ، إلّا أن الشّريف الفاضل أعتبر هذه الصّداقة اعتبارا كبيرا ، وشكر لجيّاش أياديه ، وخاطبه بالملك في حادثة ربض شهارة وكتب إليه :