يجحد هذه المنّة للإمام وحسبك ما عمله [١] مع الإمام المرتضى لما خرج من الحبس وأسعد في سلطان ومنعة ، والإمام المرتضى كالأسير بين أولئك ، فعامله أسعد معاملة رفق وكرم ، ولم يزل حريصا على موالاة الإمام الهادي وأولاده ، حتى الممات ، وقد وصفه كثير من مؤرخي الآل بكرم الطّباع وسلامة المعتقد.
قال الخزرجي واستولى الأمير اسعد على البلاد [٢] في رجب سنة ٣٠٤ وفي أيامه قدم الوزير على زعيس الجراح من العراق ، فأقام بصنعاء على أوفى كرامة ، وقدم له مالا جزيلا ، فرجع الوزير إلى بغداد ، وهو من الشاكرين لأسعد بن أبي يعفر وعمل على رفع الخراج عن اليمن فجزاه الله خيرا [٣] وتولى بعده أبو يعفر سبعة أشهر ، ثم ولى عبد الله بن قحطان بن عبد الله بن أبي يعفر ، وهو الذي أمّه معاذة بنت علي بن فضل ، وكانت وفاته في ربيع الأول سنة ٣٥٢ ، وكانت له وقعات مشهورة منها أن أبا يعقوب المحابي [٤] وازر الحسين بن سلامة على قتال بني الحوالي فالتقوا للحرب في اليوم السادس عشر من شوال سنة ٣٤٠ ، فقتل منهم مقتلة عظيمة نحوا من ألفي رجل وكانت الدائرة على أبي يعقوب المحابي وهو من جهة الحسين بن سلامة والله أعلم [٥].
[٥] هذه رواية الخزرجي وقد نقلها عنه صاحب اللآلىء وغيره ، وهي تخالف ما سبق فان الحسين بن سلامة ، لم يكن قد وجد في سنة ٣٤٢ وسيأتي ما يخالف هذه الرواية ويدل على ان محاربة عبد الله بن قحطان كانت لأبي الجيش إسحاق بن ابراهيم سنة ٣٧٩ 6.