لأصحاب الإمام ، وباء الباقون بهزيمة فاضحة ، قطعت دابرهم وأخمدت نيران طغيانهم ، قيل ان عدد القتلى منهم تزيد على خمسة آلاف قتيل ، وفقد من دعاتهم واهل الرّياسة منهم ثمانية وأربعون داعيا ، وقال السيد صارم الدين في بسّامته :
ولم يقتل من أصحاب الإمام سوى رجل واحد ، وافلت عبد الحميد بن محمد وفرّ إلى حلملم [٢] واستقر بها ، وتفرق فلول عسكره شذرا مذر ، وفي ذلك يقول عبد الله بن احمد التميمي [٣] في أرجوزته [٤] : التي أولها (عوجا خليلي أوان الموسم) ومنها :
القرمطي ذي الضلال المجرم
عبد الحميد ذي الفعال المؤثم
إذ فرّ لا يقصر عن حلملم
وخلّف الدعاة لحم الوضم
فكتبوا الى الإمام بخبر هذه الوقعة وبما جازوه من النّصر العظيم ، فعاد جوابه بالحثّ على متابعة القرامطة ، وترسم آثارهم ومطاردتهم فنهض الجند الإمامي ، فهرب عبد الحميد ومن معه إلى جبل موتك [٥] فدخل جند الإمام حلملم ، فأحرقوها واستولوا على ما فيها ، وطلع عبد الحميد إلى جبل مدع
[١] تقدم الكلام على كوني واما قدري فلم نجد في النحلة الديصانية معناه ، ولعلّه من خرافات القرامطة ان المراد به قدري نسبه إلى القدر ولكنه بعيد 6.