وهي طويلة ، ولما دخلت سنة ٢٩٥ بلغهم قدوم المسود [٢] إلى صعدة فكاتبوه يستنهضونه فحثهم على الفتك بالعامل ان كانوا صادقين ، فزاد طمعهم وهم كما ترى من أحوالهم يهطعون إلى كل بارقة تلوح ، ويفترون بكل سانحة تمر ، ويصيحون لكل صيحة ، ويهبّون مع كل ناعق ، دائمو الانتقاض والخروج والثوران والتمرّد ، لا سيما بني الحرث مهد الفتنة ومربع العصيان ، فصار ابن حميد يستطيل على عامل الإمام ، وتبدو منه بوادر الشر ، فكتب أبو جعفر محمد بن عبيد الله إلى الإمام وسأله ان يسبق القوم الى البلد ، قبل فوات الوقت ، وذيل الكتاب بهذين البيتين [٣] :
ارى خلل الرماد وميض نار
ويوشك ان يكون لها اضطرام
فان النار بالعودين تورى
وان الحرب أولها كلام
وارسل بالكتاب ولده علي بن محمد [٤] ، فلما وصل إلى الإمام وعرف الواقع بادر بالنجدة ، وتحرك على رأس قوة كبيرة من خيل ورجال ، ولما وصل الحضن تلقاه ابن بسطام معتذرا عن بني الحرث ، فلم يقبل منه الإمام قبل ان يتفق بعامله ويستفصل منه الواقع وبادر إلى قرية الهجر مقر العامل
[٢] هكذا في سيرة الإمام ولم يظهر من المسود ولا وجدنا في جميع المصادر ما يدل على وصول عامل بغداد ، أيام الهادي 7 الى صعدة ، ان يريد بالمسود عامل بن عباس فتأمّل.
[٣] البيتان لنصر بن سيار والى مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية انظر هامش سيرة الهادي ص ٢٥٣ للمحقق.
[٤] علي بن محمد هذا هو مؤلف سيرة الإمام الهادي مات في خلافة الإمام الناصر بن الهادي في الجوف ونقل إلى خيوان وقبر بها ورثاه الإمام الناصر بقوله :