responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ المدينة المنوّرة نویسنده : ابن فرحون    جلد : 1  صفحه : 185

فقام الناس إليه وكثر الكلام واللغط ، ولم يزل ابن يحيى يسكن ما عند الناس ، وساعده أشياخ مثله في حلمه وعقله.

قال الشيخ جمال الدين [١] : فسكنت الفتنة وتركوا حمل الأسلحة ، ولم تزل كلمة المجاورين والخدام واحدة يهمّ كبيرهم ما يهمّ صغيرهم ، ويقومون لقيام أضعفهم ، وهم اليوم في خلف نرجو من الله صلاحه ، تستعين إحدى الطائفتين على الأخرى بغير جنسهم ليهينوهم ويذلوهم ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ، أعاذنا الله من شرور أنفسنا ومن الشيطان الرجيم.

وكان علي بن يحيى وزيرا للأمير منصور لا يخرج عن رأيه ، وربما كان يستخلفه على المدينة في بعض الأحيان لوثوقه بعقله ، وحسن رأيه وسياسته للأمور. توفي ; في سنة سبع وعشرين وسبعمائة.

ثم ولي الوزارة يوسف بن مقدم ، وكان من بيتها وأهلها ، إلا أنه شدد وأخذ الناس بالهيبة والقوة حتى استغاث الناس منه ، فعزل وبعده أقام ابن يحيى من السوقة الذين ليس لهم قدم في الرئاسة حسنة ، فصارت سيئة ، فوليها ابن النجار وعلى يديهما انتشر ، وسبب محاولتها خرّج أهلها من المدينة وتمكن منها عدوهم.

وكان مثل ابن يحيى المتقدم في العقل والسياسة والرئاسة نجم الدين يوسف الرومي ، وكان وزيرا للأمير طفيل ، ; توفي سنة خمس وثلاثين وسبعمائة ، وهو الذي أنشأ الدرجة الموجودة اليوم لبئر أريس بقباء ، عمرها في سنة أربع عشر وسبعمائة.

وكان الجماعة الخرازون قد ابتدؤا في عمارتها ، فسألهم أن يتركوا ذلك له ليفوز بحسنتها ، وكان الحامل لهم على ذلك أنهم كانوا إذا جاؤوا إلى مسجد قباء لا يجدون ما يتوضؤن به إلا من الحديقة الجعفرية ، فكانوا يتحرجون من دخولها لما سمعوا أنها مغصوبة من ملاكها.

وكان هؤلاء الجماعة ـ رحمهم‌الله ـ قد خرجوا لعمارة بئرين بذي الحليفة ، كانتا مردومتين ، غير البئرين اللتين عند المسجد اليوم ، وخرج


[١] هو : المطري ، وقد تقدم.

نام کتاب : تاريخ المدينة المنوّرة نویسنده : ابن فرحون    جلد : 1  صفحه : 185
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست