أما عدد اليهود الذين هلكوا فى هذا الحصار فهو إحدى عشرة كرة وعدد الأسرى سبعة وتسعون ألفا وحسب عدد المقتولين فى كل هذه الحرب فبلغ أربع عشر كرة وأثنتين وستين ألف نفس أى مليون و ٤٦٢ ألف نفس. وهكذا كانت نهاية حروب اليهود حينئذ مع الرومان. ثم طلب شمعون ويوحانان الخارجيان من تيطس الآمان فأجابهما قائلا أننى راسلتكما بذلك مرارا وخاطبتكما شفاها إشفاقا على شعبكما ومدينتكما وتمنعتما عن القبول والآن بعد أن خربت المدينة وهلك أكثر أهلها تطلبان الآمان. وبعد ذلك اختبأ الخوارج فى المدينة ولما رأى أتباعهم ذلك ذهبوا إلى تيطس فأمنهم وحينئذ أستولى على كل المدينة وهدم سور صهيون ولما طال على يوحانان الاستتار وأشتد الجوع والعطش لبس لباس الملك وذهب إلى معسكر الرومان فاستهابوه وطلب الذهاب إلى تيطس ولما حضر أمامه أغلظ بالكلام عليه وأمر بأن يقيّد ويوضع فى المعسكر. وخرج هوشع الكاهن بمنارتين ومائدتين وأوان كثيرة ذهبية وأخذها إلى تيطس. وفى ذلك الوقت قبض على فتحاس صاحب الخزائن وطالبه بما تحت يده فسلمه كل شىء ثم رحل تيطس بالأموال والغنائم من أورشليم متوجها إلى رومية. أما العازر أحد الخوارج فلما بلغه ارتحال تيطس من أورشليم عمر قرية ماصيو وحصنها بالأسوار وأقام فيها فبلغ ذلك قوما فساروا إليه فأتصل خبرهم بتيطس وكان وقتئذ فى انطاكية فخاف أن يقوى أمرهم فوجه قائدا من قوادهمى سلوانس فجاء القائد إلى ذلك الحصن فى عسكر كبير وحاصره إلى أن فتح وخرج العازر وأصحابه إليه واقاموا حربا عظيمة دامت على أن خيم الظلام ولم يدع العازر وأصحابه الرومان يدخلون الحصن وفى تلك الليلة جمع العازر رجاله وقال لهم أسمعوا يا ذرية إبراهيم أنكم