ثم تقدم تيطس وكانت اليهود مشتغلة بمحاربة بعضها بعضا فكان متى رأى الخوارج أن الرومان تقدموا إلى المدينة وقوى أمرهم يرفعون الحرب من بينهم ويحاربون الرومان وبعد أن يهزموهم يعودون إلى محاربة بعضهم بعضا فجرى أمرهم على هذا المنوال أياما. ثم وجه تيطس نيكاتور أحد قواده ليخاطب اليهود بالصلح فرماه بعضهم بسهم قتله به فغضب تيطس وأمر بإحضار الكباش وألات الهدم وصنع أبراجا من خشب تسير بعجلات فحارب اليهود وشدّد الحصار فلما عظم الأمر عليهم اصطلحت أحوالهم وخرجوا إلى الرومان فحاربوهم وحرقوا الكباش والآلات وتلك الأبراج وقتلوا منهم جماعة وأبعدوهم عن الحصون ثم رجعوا إلى محاربة بعضهم بعضا وقويت الفتن وشغلوا عن محاربة الرومان. ثم جدد تيطس الكبش وأمر أن تدفع على السور دفعة قوية فسقط جانب منه فهرب من كان داخله إلى السور الثانى وكان للمدينة ثلاثة أسوار الواحد بعد الآخر ثم أمر تيطس أن ينقل السور الذى هدم إلى بعد ليوسعوا تلك الثلمة ويتمكنوا من القتال فلما رأى الخوارج أن السور الأول قد هدم جددوا الصلح وتعاهدوا برفع الحرب من بينهم ونهضوا لمحاربة الرومان ففرقوا أصحابهم من كل الجهات وأشتد القتال بين اليهود والرومان وعظم الخطب لأن تيطس تولى قيادة الجيش بنفسه وكان يشجع أصحابه ويعدهم بالجوائز وكان شمعون ينادى بأن من أنهزم قتل فكانت الحرب شديدة وأمر تيطس بدفع الكباش على السور الثانى فأنهدم منه جانب وبادر اليهود إلى المواضع التى هدمت فثبتوا هناك ولم يدعوا الرومان يدخلون. وفى اليوم الرابع ورد إلى تيطس جيش عظيم من أمم أجتمعوا إليه فخرج اليهود لمحاربتهم فلم يكن لهم طاقة على الثبات فكسروهم الرومان وأرجعوهم إلى الحصن فدخلوا