اليونانيون لمعسكرهم وذلك ليغيظ متثيا فتقدم إليه متثيا وضربه بالسيف فقتله وتقدم إلى القائد وقتله فأشتدت بذلك يد اليهود وشعفت يد اليونان وهربوا بعد انتشاب القتال فتبعهم متثيا ومن معه وقتلوا منهم جمعا غفيرا ولما سمع اليهود ذلك تشددت عزايمهم وأجتمعوا إلى متثيا وعزم الجميع على محاربة اليونان وفى هذه السنة أى سنة ١٦٦ ق. م توفى متثيا وتولىّ ابنه يهوذا بعده فأرسل إليهم فيلكس صاحب انتيوخوس عسكرا فهزموه فقوى يهوذا.

ولما بلغ انتيوخوس ذلك وكانت وقتئذ الفرس عصت عليه سار نحوهم وأمر أحد قواده الذى كان نائبا عنه أن يوجه عسكرا قويا إلى اليهود ويبيدهم. فوجه ثلاث فرق تحت قيادة نيكاتور وتليماس وهيرودس وشدد عليهم الأمر بإبادة اليهود وإذ بلغ ذلك يهوذا بن متثيا جمع اليهود إلى الهيكل وصاموا وصلوا وطلبوا المعونة من الله ثم رتبهم فرقا فرقا وأمر بأن يرجع كل جبان القلب وكان من بقى معه سبعة آلاف رجل من الجبابرة الصناديد فسار بهم إلى معسكر اليونان وحملوا على فرقة نيكاتور فأنتشب القتال وكانت الغلبة ليهوذا فكسرهم كسرة عظيمة وبددهم وطلب الفرقتين الأخريين فأنتصر عليهما وبدد شملهما وكان فيلكس معهما فهرب والتجأ إلى بيت وأغلق بابه فجاء يهوذا وحرق البيت بالنار فأحترق فيلكس ومن معه وأما نيكاتور أحد القواد الثلاثة فهرب متنكرا إلى مكدونية وأخبر ليشاوس وكيل انتيوخوس بما أصابه وأما يهوذا المكابى فعاد إلى أورشليم منصورا بالطرب والإبتهاج.