responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأدب الجغرافي العربي نویسنده : اغناطيوس يوليانوفتش كراتشكوفسكي    جلد : 1  صفحه : 441

التاريخ يتفق مع فترة انقطاعه بالفيوم. غير أن طه حسين تمكن من الرجوع إلى مخطوطة موجودة بالقاهرة تسوق العرض إلى عام ٨٠٧ ه‌ ـ ١٤٠٤ أى إلى العام الشابق لعام وفاة ابن خلدون [٦] [١] :

من هذا يتضح لنا أن الآراء الجغرافية لابن خلدون يجب استجلاؤها لا اعتمادا على «الرحلة» بل من مؤلفه التاريخى الضخم الذى يحمل عنوانا تغلب عليه الصنعة هو «كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر فى أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوى السلطان الأكبر» [٧]. وقد ظهر حول هذا الكتاب عدد كبير من الأبحاث لا تخص فى الواقع مؤلفه التاريخى نفسه بقدر ما تتعلق بمقدمته المشهورة التى تبلغ فى واقع الأمر ثلث ججم الكتاب. وجميع هذه أبحاث تتفق فى جوهرها على أن ابن خلدون لا يرتفع فى القسم التاريخى من مصنفه إلى مستوى تلك النظريات التى يعرض لها فى المقدمة. أما الأقسام المختلفة لتاريخه فلبست متساوية بالطبع من حيث القيمة فقد لاحظ أمارى مثلا وذلك فى كلامه عن صقلية أن ابن خلدون يكتفى بنقل المادة التاريخية دون أن يمحصها شأنه فى هذا شأن المؤرخين الآخرين ولكنه يقدم لنا فى مقابل هذا مادة وفيرة فى تاريخ البربر لم تكن معروفة قبله [٨] ، كما أن الفصل الذى أفرده لتاريخ الدويلات النصرانية فى أسبانيا يشرف الأدب العربى بأجمعه كما قال دوزى Dozy [٩]. وإذا كان من المستحيل كما رأينا اتخاذ موقف سلبى تمام من مصنفه التاريخى فإن مقدمة كتابه تمثل فى مجموعها أثرا لا مثيل له لا بالنسبة لعصره فحسب بل وبالنسبة للأدب العربى بأجمعه. وفيها يفسر ابن خلدون التاريخ لا على ضوء تطور النظم السياسية كما فعل اليونان بل على ضوء تطور الأوضاع الاقتصادية للمجتمع البشرى فى صوره البدوية والحضرية والمدنية. ولا يخلو من الطرافة من وجهة النظر الجغرافية أن نلاحظ أنه يوزع مادته التاريخية لا على أساس الترتيب الزمنى الذى سار عليه المؤرخون بل على أساس الدول الحاكمة فى كل قطر مراعيا فى ذلك الترتيب الجغرافى [١٠].

أما فيما يتعلق بالجغرافيا خاصة فإن «المقدمة» مخيبة للأمل شيئا ما ، ففيها نبصر ذلك الانفصام المعهود فى الأدب العربى بين المادة الجغرافية الواقعية من ناحية والاستنتاجات النظرية المبنية عليها من ناحية أخرى ؛ وحتى فى هذا المجال الأخير فإن ابن خلدون يبدو ناقلا متبعا بصورة لم تكن متوقعة من شخص فى مثل ذكائه. ولعله مما يسترعى النظر حقا أن الفصل السادس من المقدمة المكرس للعلوم وتصنيفها والذى يشغل بالتقريب ثلث المقدمة لا يرد فيه أى ذكر للجغرافيا ، بل وأكثر من ذلك لا يرد فيه أى ذكر للتاريخ أو لذلك العلم «الجديد» فى «العمران» الذى وضع ابن خلدون مقدمته قصدا لتفصيل القول فيه [١١]. وابن خلدون فى تصنيفه للعلوم يفتقر إلى الأصالة [١٢] فهو تارة يسير على النمط اليونانى فى صورته العربية [١٣] وطورا يتبع تصنيف «إخوان الصفاء» [١٤]. وهو يقسم العلوم إلى مجموعتين


(*) تناول ابن خلدون النسخة الأولى بالتعديل والتنقيح والزيادة وأضاف إليها تاريخ حياته إلى نهاية ٨٠٧ ه‌ أى إلى ما قبل وفاته ببضعة أشهر. وقد حفظت لنا من هذه الرواية الأخيرة مخطوطتان قيمتان بمكتبات استنبول ومنهما تفرعت نسخة دار الكتب المصرية التى يشير إليها المؤلف وهى التى طبعت مؤخرا بالقاهرة كما أسرنا فى الملاحظة السابقة لهذه. (المترجم)

نام کتاب : تاريخ الأدب الجغرافي العربي نویسنده : اغناطيوس يوليانوفتش كراتشكوفسكي    جلد : 1  صفحه : 441
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست