أصله من مماليك الظاهر برقوق ، ثم ملكه ابنه الناصر (فرج) ، فأعتقه ، وجعله خاصكيا [٤] ، ورقّي دوادارا [٥] صغيرا في عهد المؤيد شيخ ، وما زال يرقى ، حتى صار حاجب الحجاب ، ثم نقل إلى نيابة حلب بعد (قصروه) ، ثم اختاره السلطان الظاهر «جقمق» ، أتابكا [٦] لعسكره في عام ٨٤٢ ه ، ومنحه الإمرة الكبيرة ، وكان قرقماس يطمع في السلطنة ، فأحب أن يحتال على سلطانه جقمق ، ويقبض عليه ، وهما يلعبان الكرة ، ثم يعلن نفسه سلطانا ، غير أنه لم يستطع ، ولم تجزه حيلته ، ووقعت النّفرة بين الرجلين ، وكادت رحى الحرب تقع بين فريقيهما جهة الرميلة ، فانهزم (قرقماس) وهرب ، ثم أرسل الى السلطان يطلب الأمان ، فأمنه ، فصعد عنده ، فقبض عليه ، وقيده ، وأرسله إلى سجن الاسكندرية ، وذلك عام ٨٤٢ ه ، ثم استطاع جقمق أن يثبت عليه كفرا ، وحكم به قاضي قضاة المالكية ، شمس الدين البساطي ، فضربت عنقه في السجن عام ٨٤٢ ه.
وقد عين في الأتابكية من بعده الأمير أقبغا التمرازي ، وهو الذي جمع بين الأتابكية ونيابة السلطنة ، وكان آخر نوابها.
[١] بدائع الزهور ج ٢ ص ٧٩ ، ذيل دول الاسلام ج ١ ص ٥٣٠.