نام کتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران نویسنده : أحمد السباعي جلد : 1 صفحه : 28
عما نشاهده في مضارب البدو بين ظهرانينا اليوم.
الخلاف بين جرهم وقطورا : وما لبثت أن اختلفت جرهم مع قطورا ، فخرج مضاض بن عمرو من قعيقعان في كتيبة سائرا الى السميذع
والسيوف والجعاب تقعقع معه ، ولذلك سمى جبلهم قعيقعان ، وخرج السميذع بقطورا ومعه الرجال والجياد ، ولذلك سميت منطقتهم أجيادا حتى التقوا بفاضح [١] فاقتتلوا قتالا شديدا فقتل السميذع ، وتراجعت قطورا ثم تداعوا للصلح.
ولاية مضاض : ثم صاروا حتى نزلوا المطابخ [٢] حيث اصطلحوا فيه وأسلموا الأمر الى مضاض بن عمرو الجرهمي ، وبذلك استقام له الأمر في مكة [٣].
خزاعة : وظل الأمر على ذلك حتى استخفت جرهم بأمر البيت فسلط الله عليهم قبيلا من اليمن من أولاد قحطان فأزاحهم في أواخر القرن الثالث أو أوائل القرن الرابع الميلادي ، وذلك أن عمرو بن ماء السماء وينتهي نسبه الى امرىء القيس ثم يعرب بن قحطان وكانت منازله في جنوب الجزيرة ـ ارتحل وقومه من منازلهم فرارا من حوادث سيل العرم ثم سار من بلد الى بلد لا يطأ بلدا إلا غلب عليه أهله وقهرهم ، ثم يرتحل وقومه ليبحثوا عن أفضل منه حتى وصلوا مكة ، وعليها مضاض فأبت جرهم أن تنزلهم طوعا وتعبأت لقتالهم فاقتتلوا ثلاثة أيام ، ثم انهزمت جرهم فلم ينج منهم إلا الشريد ، وبذلك تم الفتح للقحطانيين واستقام الأمر لهم في مكة [٤].
[١] ذكر ياقوت في معجمه أن فاضحا موضع عند أبي قبيس عند سوق الرقيق الى أسفل منه.
[٢] المطابخ شعب بأعلا مكة يقال له شعب ابن عامر كما ذكره الأزرقي ونسميه اليوم شعب عامر.