responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران نویسنده : أحمد السباعي    جلد : 1  صفحه : 141

بشعر عمر بن أبي ربيعة فقد كان يصادفها في الطريق ويأخذ بلجام بغلتها لينشدها شعره فتستمع إلى نشيده وتناقش بعض معانيه.

وشاع في أكثر الأوساط لهذا العهد لبس العباءة من وبر الجمل فوق القباء الطويل الذي يتدلى الى العقب مشقوقا من وسطه وكان بعضهم يلبس العمامة ويختلف حجمها حسب السن والمركز ويلف بعضهم الطيلسان فوق العمامة وهو عبارة عن منديل كبير يتدلى الى الكتفين. وتلبس المرأة سروالا فضفاضا وقميصا مشقوقا عند الرقبة وتضيف اليه رداء قصيرا ضيقا في فصل البرد وتشتمل في خروجها بملاءة طويلة وتلف رأسها بمنديل وكان بعضهن سافرات الوجوه تضرب الخلاخل في أرجلهن.

وبالجملة فقد عاش الحجازيون في هذا العهد على أثر خمود حركة ابن الزبير على هامش الحياة السياسية شغل بعضهم الزهد والعبادة والعلم كما شغل الفن ولهوه البعض الآخر ولم يكتفوا بذلك بل عملوا على اشاعة الفن في دمشق تارة وفي اليمن والعراق أخرى فقد استقدم الوليد بن عبد الملك وأخوه يزيد أشهر المغنين من مكة فأشاعوا أصواتهم في الشام [١] وفر الغريض من والي مكة الى اليمن فنشر ألحانه فيها [٢] وانتقل تلاميذ مسجح في مكة الى العراق في أواخر عهد الأمويين فشاعت ألحانهم في العراق وكانت لهم مدرسة أخذ عنها فيما بعد اسحق وابن جامع وغيرهم ونزل الأبجر المغني المكي مصر فشاعت ألحان مكة فيها [٣] واختلط الحجاج من كل جنس بالفن الغنائي بمكة فنقل من طريقهم الى


[١] الأغاني ٥ / ١٠٩

[٢] الأغاني ٢ / ٣٩٨

[٣] الأغاني ٣ / ٣٤٦

نام کتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران نویسنده : أحمد السباعي    جلد : 1  صفحه : 141
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست