responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران نویسنده : أحمد السباعي    جلد : 1  صفحه : 108

حركة ابن الزبير [١]تقدم بنا أن يزيد بن معاوية كتب الى واليه بالمدينة في عام ٦٠ هجرية ليأخذ له البيعة من المعارضين في المدينة ، كما تقدم بنا أن الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير رأسا المعارضين واحتالا للخروج إلى مكة حتى إذا انتهيا اليها لم يلبث الحسين فيها إلا ريثما أعد عدته للخروج منها الى شيعته في الكوفة مستجيبا لدعوتهم التي لقي حتفه فيها.

أما ابن الزبير فقد ظل في مكانه من مكة .. ولما وافاه خبر مقتل الحسين رأى الفرصة سانحة للنهوض بفكرة كان قد طال عليها السكوت ؛ ولا نبعد كثيرا ونحن نسميها فكرة خاصة به فابن الزبير كان يحس احساسا عميقا بأهليته للخلافة من أول يوم أمره عثمان بن عفان على داره أيام الثورة ضده ولا يؤمره عثمان دون غيره من أصحاب الكفايات إلا وهو عارف مكانه من الكفاية الممتازة ، ولقد سكت ابن الزبير يوم ولى المسلمون عليا الخلافة ولكنه ما لبث أن انضم الى جيوش المعارضين من حزب خالته عائشة ، ثم سكت عندما تناقلت الأخبار أن جيوش الشام بايعت معاوية ورأى بقية الأمصار تنضم الى هذه البيعة بما فيها من أجلة قريش وكبار الصحابة وعند ما رأى معاوية يترضاه ويتودد إليه ويبالغ في التودد اليه : «مرحبا بابن عمة رسول الله وابن حواريه .. يا غلام احمل إليه مائة ألف وارفع الي بجميع حوائجه!!» [٢].

سكت كل هذه المدة الطويلة واقتصر نشاطه على العناية بأقار به وحاشيته وفتح داره الكبيرة ـ بجوار باب دريبة ـ لزواره وقاصديه وعقد المجتمعات التي


[١] عبد الله بن الزبير ولد في السنة الأولى للهجرة كان أبوه الزبير أحد حواري الرسول وكانت أمه أسماء بنت أبي بكر الصديق وخالته عائشة كان معروفا من صغره بالشجاعة.

[٢] الكامل ٤ / ٢٦ وما بعدها.

نام کتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران نویسنده : أحمد السباعي    جلد : 1  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست