ولم يحج 6 ، بعد الهجرة ، غير حجة واحدة في سنة عشر ، وهي حجة الوداع [٢] ، وحج قبل الهجرة حجتين [٣].
ونزلت فريضة الحج في سنة ست [٤] ، ولم تفتح مكة إلا في سنة ثمان ، فحج فيها بالناس عتّاب بن أسيد ، وفي السنة التاسعة حج بالناس أبو بكر رضياللهعنه ، وفي السنة العاشرة حج 6 ، وهي حجة الوداع ، ووافقت في اليوم التاسع من ذي الحجة ، فبقي الحج بعدها في اليوم التاسع ، وإنما كان يوم عرفة يدور في أيام السنة [كلها][٥] حكاه ابن المحب الطبري [٦]. في كتابه «التشويق إلى البيت العتيق».
[٢] كان المسلمون يسمونها حجة الإسلام ، وكان ابن عباس يكره أن يقال لها حجة الوداع ويقول : حجة الإسلام ، وسماها ابن هشام حجة البلاغ وحجة الوداع ، وذلك أن رسول الله 6 لم يحج بعدها. وكان الرسول خرج من المدينة مغتسلا يوم السبت لخمس ليال بقين من ذي القعدة.
انظر : الواقدي : المغازي ٣ / ١٠٨٩ ، ابن هشام : السيرة ٢ / ٦٠٦ ، ابن سعد : الطبقات ٢ / ١٦٢.
[٤] قال ابن القيم في زاد المعاد ١ / ٢١٣ : «لما نزل فرض الحج بادر رسول الله 6 إلى الحج من غير تأخير ، فإن فرض الحج تأخر إلى سنة تسعة أو عشرة وأما قوله تعالى : (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ) فإنها وإن نزلت في سنة ست فليس فيها فريضة الحج وإنما فيها الأمر بإتمامه وإتمام العمرة بعد الشروع فيهما وذلك لا يقتضي وجوب الابتداء».
ولعل المصنف اعتمد على أن الآية نزلت في الإتمام في السنة السادسة ويتعقب عليه بما ذكر ابن القيم.