أثنى عليه الحجاري وعلى بيته ، وذكر : أنه هاجر من قرطبة إلى إشبيلية للمعتضد بن عباد [٢] ، وندم لما رآه من استحالته ، فداراه مدة حياته ، واسأله كيف نجا!
وأنشد له في المعتضد المذكور :
أيا ملك الأملاك والسّيد الذي
يسير على سبل الرشاد بمقباس
عهدتك سمح الكف بالجود ، كيف قد
بخلت بترك المجد أجمع للنّاس؟!
وقوله في غلام كان يهواه :
وإني لأهواه وأبغي اكتتامه
وتأبى أمارات اللقاء تكتّما
لساني في حكمي ولكنّ مقلتي
ولوني ما إن يقبلان تحكّما
وفي الذخيرة : أنه أحد جهابذة الكلام ، وجماهير النّثار والنّظام ، من قوم طالما ملكوا أزمّة الأيام ، وخصموا بألسنة السيوف والأقلام. وكان أبو عامر منهم بمنزلة الفصّ من الخاتم ، والسّرّ من صدر الكاتم. وذكر قدومه على المعتضد ، وأنه ألّف له كتابا سماه حديقة الارتياح في وصف حقيقة الراح. وأنشد قوله : [٣]