من القلائد : بدر العلوم اللائح ، وقطرها الغادي الرائح ، وثبيرها الذي لا يزحم ، ومنيرها الذي ينجلي به ليلها الأسحم ، كان إمام الأندلس الذي تقتبس أنواره ، وتنتجع أنجاده وأغواره ، وقد كان رحل إلى المشرق ، فعكف على الطلب ساهرا ، وقطف من العلم أزاهرا ، وتغالى في اقتنائه ، وثنى إليه عنان اعتنائه ، حتى غدا مملوء الوطاب ، وعاد بلح طلبه إلى الإرطاب ، فكرّ إلى الأندلس بحرا لا تخاض لججه ، وفجرا لا يطمس منهجه ، فتهادته الدول ، وتلقّته الخيل والخول ، وانتقل من محجر إلى ناظر ، وتبدّل من يانع لناضر. وأنشد له قوله [٣] : [المتقارب]