ذكر ابن بشكوال [٢] أنه يقال إنه من بني العباس ، وكان منقطع القرين في الزهد والورع ، مجاب الدعوة ، مقبولا في الناس ، لا يكلم أحدا ، ولا يجالسه. وما زالت البركة وإجابة الدعوة متعرفة عند قبره ، وكان بظاهر قرطبة.
وباع ما عونه قبل موته ، فقيل له : ما هذا؟ فقال : أريد سفرا فمات إلى أيام يسيرة.
وكان قد طرأ على قرطبة من المشرق ، وأخفى نسبه ، وكان متفننا في أطراف من العلوم ، ومن لم يتكشف على حاله يظهر له أنه مدخول العقل. وكان لا يأنس إلا بمن يعرفه ، وكان أكثر دهره مفكرا ، وجهه على ركبته ، ثم يرفع رأسه ، فيقول : أي وحله.