٢٤٠ ـ القاضي الكاتب أبو القاسم أخيل بن إدريس الرّندي [١]
من المسهب : لقيته فألفيته قد برع في الآداب ، وتغلغل في محاسن الشعراء والكتاب ، قال :
فما أعجبني من نثره قوله من رسالة :
قد تخيّلت أن الهوى لا يبلغ إلى هذا الحدّ ، كما تخيلت أنك لا تنتهي في الجفاء إلى هذا الإعراض والصّدّ ، فبتّ أرقب الكواكب ، كأني منجّم حاسب ، منشدا لأفق السماء ، وقد تخيّل أني علقت بقمره وقاسيت منه أشدّ العناء :
لو بات عندي قمري
ما بتّ أرعى قمرك
وأنشد له قوله :
وددت أن المدام حلّ
فأصرف الهمّ بالمدام
لكنني خائف عقابا
مجانب لذة الملام
يا ليتني قد خلقت من قب
ل حرّموها بألف عام
وقوله :
إلى الله أشكو ما أقاسيه من رشا
يبين على عمد ويدنو بلا عمّد
إذا غاب لم يذكر ، وإن كان حاضرا
تلوّن ما بين الملامة والصّدّ
[١] انظر ترجمته في الحلة السيراء (ص ٢٢٢) وفي التكملة (ص ٢٥٢). توفي سنة ٥٦٠ ه وقيل سنة ٥٦١ ه.