كاتب المنصور بن أبي عامر ثم ولده المظفر ، ذكره صاحب الذخيرة والمسهب ، وكلاهما عظّم محلّه ، وذكرا : أنه كان يشبّه بمحمد بن عبد الملك الزيات في البلاغة والعبقرية. وسجنه المنصور ، ثم عفا عنه ، وكتب له ، وقد أتبع العفو بإحسان [٢] : [السريع]
عجبت من عفو أبي عامر
لا بد أن تتبعه منّه
كذلك الله إذا ما عفا
من عبده أدخله الجنّة
فاستحسن ذلك ، وصرفه إلى حاله ، ثم كتب بعده للمظفر ، فلما قتل صهره ابن سعيد اتهمه ، فسجنه في برج من طرطوشة. ثم قتله هنالك. ودخل صاعد البغدادي [٣] على المنصور في يوم عيد ، فازدحم على حافة الصهريج ، فسقط في الماء ، فضحك المنصور ، وأمر بإخراجه ، وخلع عليه ، وقال له : هل حضرك شيء؟ فقال : شيئان كانا في الزمان. فاستبردوا ما أتى به فقال الجزيري : هلا قلت [٤] : [المتقارب]