أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد نبيه وآله وصحبه ، فهذا :
الكتاب الثاني
من الكتب التي يشتمل عليها
كتاب المملكة الإشبيلية
وهو
كتاب الحركات المجونية في حلى الكورة القرمونيّة
كورة مشهورة بكثرة المحرث وطيبه. والحالي منها مدينة قرمونة ، وهي مدينة من جهة ضخامة الأسواق والحمامات ، ومعقل عظيم من جهة الارتفاع والمنعة ، لا ترام بقتال. وهي من حصون الإسلام المشهورة. وقد كان امتنع فيها يحيى بن علي بن حمّود الفاطمي ، وجعل يقاتل ابن عبّاد في إشبيلية حتى ضاق ابن عبّاد به ، ولم يكن له فيه حيلة لمنعة معقله ، إلى أن خرج ليلة ، وهو سكران ، بخيل ضربت من إشبيلية على قرمونة ، فوقع في أيديهم فقتلوه.