أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد نبيه وآله وصحبه ، فهذا :
الكتاب الثالث
من الكتب التي يشتمل عليها
كتاب المملكة القرطبية
وهو
كتاب محادثة السّير في حلى كورة القصير
الحالي منها حصن القصير في شرقيّ قرطبة على النهر.
ذكر والدي : أنه حضر مع أبي الحسن الوقشي [١] في روضة مدبّجة على النهر ، فصنع أبو الحسين :
شربنا على وادي القصير عشيّة
وقد ركضت فيه الجياد النواسم
على نرجس مثل الدنانير بدّدت
على بسط خزّ والبهار دراهم
وقد ضحكت للأقحوان مباسم
تقبّلها من حسنهنّ المباسم
ورقّ رداء للأصيل مدبّج
فأنّق فيه من يد الشمس راقم
ومالت عليه للغمام ذوائب
فخيّل لي أن العمام عمائم
هنالك لو أبصرتني لوجدتني
وقد حسدتني في الهديل الحمائم
[١] ترجمته في نفح الطيب (ج ٥ / ص ٢٧٩) قال المقري : وكان الفاضل أبو الحسين ابن الوزير أبي جعفر الوقشي آية الله في الظرف ، وكيف لا ووالده الوزير أبو جعفر ، وصهره أبو الحسين بن جبير.