responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المدينة المنوّرة بين الأدب والتاريخ نویسنده : الدكتور عاصم حمدان علي حمدان    جلد : 1  صفحه : 17

(٢)

** في الحلقة الماضية ، التي خصصت لدراسة تحديد المصطلح الشعري «ملحمة» رأينا أن هناك نماذج من الشعر الجاهلي والإسلامي ، مما يمكن إدخاله ضمن دائرة الشعر الملحمي من منظور النقد العربي.

ولا بد من الإشارة إلى أن تجارب شعراء المدينة ، في القرن الثاني عشر الهجري ، في هذا العمل الشعري الخاص ، إنما هي محاولة لإحيائه ، ونفض الغبار عنه ، وتكتسب المحاولة أهميتها أنها أتت في عصر من عصور الركود الفكري والأدبي.

** ولكن السؤال الذي يمكن طرحه : هل كان هؤلاء الشعراء واعين بالفن ، الذي توجهت ملكاتهم للإبداع فيه؟

لقد ورد لفظ «ملحمة» في مطولة من مطولات الشاعر السيد جعفر إبراهيم البيتي [١] وجاءت اللفظة مقترنة باسم شاعر من أشهر شعراء العصر المملوكي ، وهو شمس الدين بن دانيال [٢] (٦٤٦ ـ ٧١٠ ه‌) والبيت ورد عند الشاعر «البيتى» كما يلي :

حوادث ما رآها دانيال ولا

قصت «ملاحمه» شيئا يساويها

واشتمال البيت على اسم هذا الشاعر ـ بعينه ـ فيه دلالة علي مصادر الثقافة الشعرية لشعراء تلك الفترة ، ومدى تأثيرها في إنتاجهم الشعري ، أإن الشاعر كان واعيا بأنه يقوم بوصف حوادث ملحمية ، وأن هذا الوصف كان نتيجة طبيعية لتفاعل الشاعر مع تلك الحوادث ، التي شهدها مجتمع المدينة ، في فترة القرن الثاني عشر الهجري ، أو ما أسمته المصادر الشعرية «بالفتن» وهي تسمية لها دلالتها التاريخية إذا ما ربطنا بينها وبين الفتن ، التي شهدها المجتمع المدني في العصر الإسلامي الأول.

وأشهر هذه الفتن ثلاث : وقعت الأولى منها سنة ١١٣٤ ه‌ ، وتسمى بفتنة «العهد» ، والثانية في سنة ١١٤٨ ه‌ ، وتسمى بفتنة «بشير أغا» الذي كان

نام کتاب : المدينة المنوّرة بين الأدب والتاريخ نویسنده : الدكتور عاصم حمدان علي حمدان    جلد : 1  صفحه : 17
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست