كتاب الأنصاري يعتبر دليلا واقعيا على خطأ الرأي الذي ذهب إليه بعض الباحثين ، وخصوصا المستشرق فرانز روزنتال [٢٠] من أن كتابة تاريخ المدينة المنورة لم تحظ بالجانب السّيري ، ويعتبر مؤلف الأنصاري حلقة في سلسلة الكتب التي عنيت بتدوين تراجم رجال البلدة الطاهرة بدءا من القرن الثامن الهجري ، وكان من أهمها كتاب ابن فرحون [٢١] المعروف باسم «نصيحة المشاور وتعزية المجاور» وكتابه «الإعلام فيمن دخل المدينة من الأعلام» للمطري ، [٢٢] ثم تبع هذين المؤلفين المؤرخ السخاوي فألف كتابه «التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة» ، وعني فيه بتراجم رجال المدينة منذ عهد الرسول 6 حتى عهد المؤلف ، وهو القرن التاسع الهجري.