ومن أخبار الغلاء بمكّة : أن الخبر بمكّة بيع ثلاث أواق بدرهم ، واللحم بأربعة دراهم الرطل ، وكل شربة ماء بثلاثة دراهم ؛ وذلك فى سنة إحدى وخمسين ومائتين [١].
ومن ذلك : أن الخبز بلغ عشرة أرطال بدينار مغربى ، ثم تعذر وجوده ، وأشرف الحجاج والناس على الهلاك ؛ وذلك سنة سبع وأربعين وأربعمائة [٢].
ومن ذلك : أن الناس أكلوا الدم والجلود بمكّة لغلاء شديد كان بها فى سنة تسع وستين وخمسمائة ، ومات كثير من الناس بسببه [٣].
ومنها : أن بعض الناس بمكّة أكلوا لحم بعض الحمير الميتة ـ على ما قيل ـ لغلاء شديد بمكّة ؛ وذلك فى سنة ست وستين وسبعمائة ، وتعرف هذه السنة عند المكيين بسنة أم جرب ؛ لأن المواشى عمها الجرب فيها ، وأدخلت إلى المسجد الحرام وقت الاستسقاء فيه ، وجعلت فى صوب مقام المالكية ، وما يسر الله لهم سقيا ، ولكن وفق مدير المملكة بمصر الأمير يلبغا الخاصكى ؛ فجهز إلى مكّة من القمح الطيب برا وبحرا ما أنعشهم به [٤]. فالله تعالى يثيبه ويثيب من نبهه على ذلك.
ومن ذلك : غلاء فى سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة ؛ بلغت الغرارة الحنطة خمسمائة درهم كاملية ، واختبر الناس القطانى وحب الثمام وأكلوهما ؛ وهذا أعظم غلاء شاهدناه بمكّة [٥].
ومن ذلك : أن الغرارة الحنطة بيعت بعشرين افرنتينيا ذهبا قبيل الموسم من سنة خمس عشرة وثمانمائة وبإثرة [٦].