responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدرّ الكمين بذيل العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : عمر ابن فهد الهاشمي المكّي    جلد : 1  صفحه : 670

وصفى له الوقت وأخذ وأعطى وقرب قوما وأبعد آخرين ، وهادن ملوك الأرض وهاداهم ، وتودد إليهم ولكثير من التركمان حتى بالتزوج فيهم ، كل ذلك والأقدار تساعده والسعد يعاضده.

وكان ملكا عدلا ، دينا ، خيرا كريما ، متواضعا ، محبا للفقراء والعلماء والصالحين ، يقوم لهم إذا دخلوا عليه ويبالغ في تقريبهم منه ، كثير الصلاة والصوم والعبادة ، عفيف عن المنكرات ، لا تحفظ له هفوة ، حسن الشكل ، منور الشيبة ، فصيح اللسان ، فاضلا متفقها يذاكر المسائل الفقيهة ، كثير الإحسان والتفقد للمحابيس والكشف عنهم ، والإحسان إلى اليتامى ، مائلا لتجديد القناطر والجوامع ونحوها من المصالح العامة ، حتى إنه لم يدع للخزانة مالا.

وقرر لأهل الحرمين دشيشة للفقراء في كل يوم.

وهو أول من رتب الذخيرة لهم وقراءة «البخاري» بمكة مما كثر الدعاء له بسببه.

ولم يزل على ملكه إلى أن ابتدأ به المرض ، واستمر به نحو شهر فخلع نفسه في أثنائه ، وتولى ولده الملك المنصور عثمان في يوم الخميس حادي عشري محرم سنة سبع وخمسين وثمانمائة.

ودام ملازما للفراش إلى أن مات ـ وهو غير سلطان ـ بين المغرب والعشاء من ليلة الثلاثاء ثالث صفر من السنة ، وجهز من الغد وصلي عليه بمصلى باب القلعة حضرة ولده والخليفة ، وهو الذي تقدم للصلاة عليه بالجماعة ، وكانت حفلة خفرة من غير هرج ، ودفن بتربة أخيه جار كس القاسمي المصارع الذي جددها وأنشأها مملوكه قاني باي الجاركسي عند دار الضيافة بالقرب من باب القلعة ; وإيانا آمين.

نام کتاب : الدرّ الكمين بذيل العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : عمر ابن فهد الهاشمي المكّي    جلد : 1  صفحه : 670
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست