الأنصاري [١] ، وأعقاب المقداد بن أسود في قضاء غزّة وبيسان [٢].

رابعا : أبو ذر الغفاري في بلاد الشام

[١١ ـ ٣٠ ه‌ / ٦٣٢ ـ ٦٥٠ م]

هو جندب بن جنادة ، المشهور بأبي ذر الغفّاري رضي‌الله‌عنه ، صاحب النبي 6‌وسلم ، الزاهد المشهور ، والصادق اللهجة [٣] ، والمؤمن الذي لا يعرف المداهنة ولا الرياء.

قصد النبي 6‌وسلم إلى مكّة المكرمة ، وكان رابع من دخل في الإسلام [٤] ، ونظرا لشخصيته الإيمانية العظيمة وزهده ، قال رسول الله 6‌وسلم بحقه : «أبو ذرّ في أمّتي شبيه عيسى بن مريم في زهده» [٥]. وقال أيضا : «ما أظلت الخضراء ولا أقلّت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذرّ» [٦].

وكان الرسول 6‌وسلم يبتدىء أبا ذر إذا حضر ، ويتفّقده إذا غاب ، وفي يوم من الأيام رآه النبي 6‌وسلم مستلقيا في المسجد فأوصاه بوصية. فلنستمع إلى أبي ذرّ ماذا يقول : «أتاني نبي الله ، وأنا نائم في مسجد المدينة ، فضربني برجله. فقال : ألا أراك نائما فيه. قال : قلت يا نبيّ الله غلبتني عيني ، قال : كيف تصنع إذا أخرجت منه ، قال : قلت آتي الشام الأرض المقدّسة. قال :

[١] القبائل العربية في بلاد فلسطين : ص ١٦١.

[٢] المصدر نفسه : ص ٦٥.

[٣] الإصابة : ج ٧ ، ص ١٠٥ ، الاستيعاب : ج ١ ، ص ٣٢١.

[٤] الاستيعاب : ج ١ ، ص ٣٢١ ، الغدير : ج ٨ ، ص ٤٣٤ ، تاريخ اليعقوبي : ج ٢ ، ص ٢٣.

[٥] الاستيعاب : ج ١ ، ص ٣٢٣.

[٦] المصدر نفسه : ج ١ ، ص ٣٢٣.