جرى يوما بين الشهيد الأول وابن جماعة كلام في بعض المسائل وكانا متقابلين ، وبين يدي الشهيد محبرة ، وكان ابن جماعة رجلا بادنا ، وأمّا الشهيد فإنّه كان صغير الجثّة ، فقال له ابن جماعة وهو يريد تحقيره : إنّي لا أحسّ إلّا صوتا من وراء الدواة ، ولا أفهم ما يكون معناه ، فأجابه الشيخ قائلا : نعم ابن الواحد لا يكون أعظم من هذا فخجل ابن جماعة ، وامتلأ منه غيضا وحقدا إلى أن فعل به ما فعل [٢].
٥ ـ خبر اليالوشي [٧٨٤ ه / ١٣٨٢ م]
ومما عرف عن الشهيد ; أنّ رجلا مشعوذا ظهر في جبل عامل وادّعى النبوة واسمه محمد اليالوشي من قرية تسمّى برج يالوش ، فحاربه الشهيد ، وقضى عليه في سلطنة برقوق [٧٨٤ ه] ، ويقال إنّه كان من تلامذة الشهيد ، فوقع بيد الشهيد كتاب شعوذة فسلّمه إليه ليتلفه ، فأخذه وغاب ثم رجع وأخبره بإتلافه كاذبا وأخفاه عنده ، وتعلّم منه الشعوذة وعمل به حتّى ادّعى النبوّة [٣].
٦ ـ سبب قتله وكيفيته وتاريخه
جاء في كتاب لؤلؤة البحرين : «كان سبب حبسه أن وشى به تقي الدين الجبلي أو الخيامي بعد ارتداده وظهور إمارة الارتداد منه وإنه كان عاملا [عامليا] ثم بعد وفاة هذا الفاجر قام على طريقه شخص اسمه يوسف بن يحيى وارتدّ عن مذهب الإمامية وكتب محضرا يشنّع فيه على الشيخ شمس