أبي الحبّ حضور السّلطان عبد الله بن راشد للصّلاة عليه ، فلم يقدر على أجرة رسول يبعث به إليه في قرية العزّ المذكورة ، فاتّفق حضور السّلطان مصادفة.
وقد رجّحت في «الأصل» أنّ المراد قارة العرّ الّتي بحوطة سلطانة ، بأمارة أنّ السّلطان قتل على مقربة منها ، فلعلّها هي الّتي أقام بها بعد اعتزال السّياسة إن صحّ ـ على ما فيه ـ وهي الّتي يتمعنى أن لا يقدر ابن أبي الحبّ على أجرة رسول إليها ، أمّا قارة العرّ .. فلا تحتاج إلى أجرة تذكر ؛ لأنّها على دون نصف الميل من تريم ، بل قد مرّ بك أنّها منها ؛ لانتهاء سورها إليها في سابق الزّمان ، ولكنّي رأيت في الحكاية الخامسة من «الجوهر الشّفّاف» [١ / ٥٩ ـ ٦٠] ما يعيّن هذه.
ويفهم ممّا مرّ أنّ لفظ العزّ يطلق على القارة من قديم ، وإن كان البناء بها متأخّرا.
هو قرية واقعة في سفح الجبل المسمّى باعشميل ، في جنوب تريم بإزاء الرّملة ، إلى شرقيّها ، فيصلح عدّها هنا في القرى الّتي بجنوب تريم ، ويصلح عدّها في القرى الّتي في شرقيّها ، ولكنّي آثرت الأوّل لأتمكّن من كلمات تليق بفضيلة شيخنا العلّامة أبي بكر بن شهاب بمناسبة وجوده فيها مع نشاط الخاطر ؛ إذ لا يمكنني أن أبلغ فيه شيئا ممّا أريد في أخبار تريم المقصود مراجيحها بالحظّ الأوفى من قول العلّامة الجليل عبد الرّحمن بن عبد الله بن أسعد اليافعيّ [من الطّويل] :
مررت بوادي حضرموت مسلّما
فألفيته بالبشر مبتسما رحبا
وألفيت فيه من جهابذة العلا
أكابر لا يلفون شرقا ولا غربا
وقد سمعت كثيرا من الشّيوخ وأهل العلم يقولون : (إنّ هذا كان جواب الشّيخ لمّا سأله أبوه عن أهل حضرموت) ، وهو وهم ظاهر ؛ لأنّ وفاة الشّيخ عبد الله بن