وأخرى ، وهي : أنّ سروات النّساء [١] يقصدنها للمشاورة في أمورهنّ ، فيحمدن عاقبة رأيها لهنّ ، ولكنّي لست كذلك ؛ ولئن وجد عندي ضعف في مشاورة النّساء عندما تكلّمت على انطلاق خديجة برسول الله 6 إلى ورقة بن نوفل في كتابي «بلابل التغريد» .. فما هو إلّا من هذه البابة ، وأسأل الله أن ييسّرني وإيّاها وأولادنا لليسرى ، وأن يجنّبنا وإيّاها العسرى ، وأن يجمع لنا ولهم بين خيرات الدّنيا والأخرى ، وأن يحسن عاقبتنا وعاقبتهم في الأمور كلّها ، ويجيرنا وإيّاهم من خزي الدّنيا وعذاب الآخرة ، وأن يبارك لي فيها وفي أولادها ، ولا يضرّهم ، وأن يجنّبنا وإيّاهم الشّيطان ، ويرزقنا برّهم ، وأن يطيل لنا ولهم الأعمار في خير ولطف وعافية وثبات على الإيمان ، بمنّه وجوده.
ومن آل ذي أصبح : العلّامة الجليل ، الشّيخ عبد الله بن سعد بن سمير [٢] ، وهو الشّيخ التّاسع عشر من أشياخ أستاذنا الأبرّ ، توفّي سنة (١٢٦٢ ه).
وكانت وفاة ابنه العلّامة سالم [٣] بن عبد الله في بتاوي [٤] سنة (١٢٧٠ ه) ، وكان
[٢] كان مولده بذي أصبح عام (١١٨٥ ه) ، وتوفي في الحوطة في (٢٨) ذي القعدة (١٢٦٢ ه) ، أخذ عن كثير من شيوخ عصره ؛ كالحبيب عمر بن سميط ، والحبيب أحمد بن جعفر الحبشي والحبيب عمر بن سقاف ، وغيرهم ، وكان هو مقرىء الحبيب عمر المذكور ، ثم لما ظهر نبوغ الحبيب الحسن وعلو قدمه في العبادة .. صار ملازما له ومستفيدا منه كمثال ونموذج للتواضع والاعتراف بالفضل.
وللشيخ عبد الله عدد من المصنفات. ينظر : «عقد اليواقيت الجوهرية» ، و «تاريخ الشعراء» (٣ / ١٢٢ ـ ١٣٥).
[٣] ولد الشيخ سالم بن عبد الله بذي أصبح ، وتربى في حجر والده وقرأ عليه مبادىء العلوم ، كان من الأذكياء ، وله معرفة بعتاد الحروب ، سار إلى الهند ليختار للدولة الكثيرية خبيرا عسكريا في شؤون المدافع ؛ إذ كان مستشارا للسلطان عبد الله بن محسن كما ذكر المصنف. دخل مكة المكرمة ، وكان كثير العبادة والإفادة ، يقول عنه معاصره الشيخ أحمد الحضراوي : إنه كان يختم القرآن الكريم وهو يطوف بالبيت الحرام. ثم سار إلى جاوة وتديرها ، وبها مات سنة (١٢٧٠ ه) ، وتردد على سنغافورة. ينظر : «مقدمة الدرة اليتيمة» بقلم السيد عمر الجيلاني ، «الجامع» لبامطرف ، وقد أخطأ في اسم المترجم فجعله : سالم بن سعد ، وهذا وهم فليتنبه له. والله أعلم.
[٤] بتاوي هي (بتافيا ـ BTAVIA) عاصمة إندونيسيا إبّان احتلالها من قبل هولندا ، وهي المسمّاة