ومن أدبائهم وأكابر أولي المروءة منهم : الشّيخ سالم بن عبد الرّحمن باسويدان [١].
وفي مبحث صلاة الجمعة من «مجموع الأجداد» : (أنّ شباما من كراسي حضرموت ، بل لا مدينة في حضرموت إلّا هي وتريم ، هاتان المدينتان المذكورتان في التّواريخ فقط ، ويكاد أن يكون ما يتعلّق بشبام ومن سكنها من المشايخ والعلماء ، ومن له فيها أثر من مسجد وغيره من دائم النّفع ، يكوّن نبذة صالحة) اه
ولأهلها مناقب كثيرة ، ومحاسن شهيرة ، ولا سيّما في الورع وصدق المعاملة مع الله ، وحمل الكلّ ، وفعل المعروف ، والإعانة على نوائب الحقّ ، أخبرني المكرّم الشّيخ كرامة بن أحمد بن عبد الله بركات قال : كنت بمقدشوه في سنة (١٣٣٤ ه) فأرسلت بثلاث مئة وخمسين ربّية برعما ـ وهو نوى القطن ـ إلى عدن عند الشّيخ أحمد بن عمر بلفقيه ، فباعه لي وأربحني النّصف ، وأبرق إليّ : أن خذ كلّ ما تقدر عليه منه وحوّل لي بالثّمن ، فاشتريت أوّلا بنحو من ألف ربّية ، وثانيا بمثله ، وقدّمت له حسابا في ثمنه وسائر مصاريفه ، وخدمته ولم يبق لي عنده بحسب ما قرّرته في دفتري إلّا أربعون ربّية فقط ، ولمّا وصلت عدن بعد خمس سنوات .. أعطاني كاتبه ـ وهو الشّيخ محمّد بن سالم باعبيد ـ تحويلا إلى شبام في ألفين ونحو خمس مئة ربّية ، فشككت فيها ، وتوهّمته غالطا ، ولمّا قدمت شباما .. أخبرت الوالد أحمد بن عمر بلفقيه ، فأخذ بأذني وقال : إذا لم نربّك نحن .. فمن يربّيكم؟ وقد ربّانا ناس على مثل هذا ، فنحن مدينون به.
وإذا به قيّد لي أرباح البرعم بأسرها ، فرحمة الله على هذا الإنسان وعلى جميع أهل الإحسان.
وبلغني أنّ الشّيخ عوض بن عبد الله باذيب اشترى خرابة من الأمير عليّ بن صلاح ، قيل : إنّ بعض أهلها معروف في غيبته الطّويلة ، وأنفق على بنائها سبعة آلاف
[١] ولد الشيخ سالم بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله باسويدان بشبام سنة (١٢٥٨ ه) ، وتوفي بها في (٢٦) رجب (١٣٣٦ ه).