لمّا انتهى الكلام على شقّ حضرموت الجنوبيّ وما يقرب منه .. صرنا إلى هذا :
قد سبق أنّ حدّ حضرموت الغربيّ هو جردان ، وعلى إزائه بشيء من التّفاوت شبوة ، وهي في شماله.
وكثير من المؤرّخين يوسّعون هذا الحدّ إلى جبال مأرب ، بل منهم من يدخلها فيه كما ب «الأصل».
وتنشعب الطّرق من جردان : فمن الجهة الغربيّة إلى عمقين [١]. وبتشامل إلى شوحط ، ثمّ إلى شرج باوهّال [٢] ، ومنه تخرج طريق إلى ضباب [٣] وهو أسفل جردان.
وأخرى شرقيّه تخرج على آل بايوسف [٤] ، واسم مكانهم : الشّوف ، وماؤه يدفع إلى جردان.
[١] وادي عمقين ـ بفتح العين والميم وكسر القاف ـ : واد مشهور ، شرقيّ عتق ، يصبّ فيه وادي ميفعة النّازل إلى خليج عدن ، وتوجد به قرى كثيرة ، منها : بلدة عمقين ، ومطرح بن عبيد ، وجول بن نشوان ، والوجر وغيرها .. وهي تتبع حاليّا مركز الرّوضة من مديريّة ميفعة ، وأعمال محافظة شبوة.
وللعلّامة علويّ بن طاهر تحقيق واف عن هذا الوادي في «الشّامل» (٤٧).
[٢] وهذا الشرج يتبع مديريّة عرما بمحافظة شبوة. وآل باوهّال من قبائل آل بلعبيد.
[٣] ضباب : واد مشهور بجوار الضّالع ، ويقال له : الضّبب ، وتسكنه قبيلة آل ضباب ، وهي تنحدر من قبيلة بني هلال من بطن يقال له : النمارة ، ومن ديارهم : البويردة ، والضّواحي ، والشّق ، والسّفال.
[٤] أي : موضعهم ، وآل بايوسف : من الأسر العريقة من كندة ، ولهم تاريخ علميّ حافل ، لا سيّما من سكن شباما منهم ، وهم مفرّقون في الأودية ، ولعلّ هذا الموضع من وادي جردان هو أصلهم ، ونزح منهم قوم إلى قرن ماجد بوادي دوعن.