من ربّها ، فصارت أحكامه شرّا من الأحكام العرفيّة ؛ لأنّها ليست إلّا عبارة عن مشيئة وهوى الاستئناف ، بل رئيسه فقط ، من دون تقيّد بقانون شرعيّ ولا عرفيّ ، وإنّما قلنا شرّا من الحكم العرفيّ ؛ لأنّ الحاكم العرفيّ بمصر وغيرها يكون تحت مراقبة البرلمان ، بخلاف هذا .. فلا مراقبة عليه أصلا ، وهل تقبل هذا أمّة في بعض أفرادها نبض من الحياة؟!! كلّا ، ولكنّ المتنبّي يقول [في «العكبريّ» ٤ / ٩٤ من الخفيف] :
من يهن يسهل الهوان عليه
ما لجرح بميّت إيلام
هذا مع أنّ هوى السّلطان ـ كما سبق ـ العدل ، وغاية ما يتمنّاه الإنصاف ، لكنّ الأمّة انتهت إلى ذلك الحدّ من السّقوط والانحطاط .. فسحقا ، سحقا.
وسيأتي في الظّاهرة من أرض الكسر ما يستخرج عند التّمثيل العجب العجاب ، ويستلفت أنظار طالبي الحقيقة في هذا الباب.
وسكّان المكلّا اليوم يزيدون عن خمسة وعشرين ألفا.
وفيها عدّة مساجد ، أشهرها :
الجامع القديم [١]. ومسجد الرّوضة : بناه صاحب الأحوال الغريبة ، السّيّد عمر ـ المشهور ببو علامة ـ ابن عليّ بن شيخ بن أحمد بن عليّ ابن الشّيخ أبي بكر بن سالم ، المتوفّى في شبام سنة (١٢٧٨ ه) [٢] ، وقد أنكر عليه بعضهم بناءه بشطّ البحر محتجّا بما جاء في رسالة للسّيوطيّ في الموضوع ، وهي مدرجة ب «الحاوي» [٣]. وجامع السّلطان عمر [٤] : وهو أنزه مسجد رأيت.
[١] وهو المعروف بجامع البلاد ، وتعرف المنطقة الّتي يقع فيها بحافة البلاد ، وهو مسجد قديم يعود بناؤه إلى القرن العاشر الهجري كما قيل لي.
[٢] وفي بعض المصادر : أنّ وفاته سنة (١٢٧٩ ه) في جمادى الآخرة ، ومسجد الرّوضة بني في حدود سنة (١٢٥٠ ه).
[٣] واسم الرسالة : «الجهر بمنع البروز على شاطىء النهر» ، انظر «الحاوي للفتاوي» (١ / ١٣٣).
[٤] بني مسجد السّلطان عمر سنة (١٣٤٩ ه) تقريبا ، كما يقول العلّامة النّاخبيّ ، وكان قد حضر بناءه ، وكان موضعه مبركا للجمال على أكمة صغيرة.