responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إدام القوت في ذكر بلدان حضر الموت نویسنده : السيّد عبد الرحمن بن عبيد الله السقّاف    جلد : 1  صفحه : 132

مدرسة تحضيريّة لتربية التّلاميذ على الأخلاق الفاضلة ؛ فإنّ الهمم قد سقطت ، والذّمم قد خربت ، ولن تعود سيرتها الأولى إلّا بمدرسة تأخذ بطريق التّربية الصّوفيّة ، أو قريب منها ، مع الابتعاد عن الخلطة [١] ؛ لأنّ أكبر المؤثّرات على الصّبيان المشاهدة ، فلن ينفعهم ما يسمعون إذا خالفه ما ينظرون ؛ إذ المنظور لا ينمحي من الذّاكرة ، بخلاف المسموع .. فإنّه لا يبقى إلّا عند صدق التّوجّه ، فلا مطمع في إصلاح نشء مع اختلاطه بمن لا تحمد سيرته البتّة ؛ ولذا لم يكن لبني إسرائيل علاج من أمراضهم الأخلاقيّة إلّا بإهلاك الجيل الفاسد في التّيه ، وتكوين ناشئة لم تتأثّر بهم.

وفي «الصّحيح» [خ ١٣١٩] : «كلّ مولود يولد على الفطرة ، فأبواه يهوّدانه ، أو ينصّرانه ، أو يمجّسانه».

فنحن بحاجة ماسّة إلى إيجاد البشريّة الصّحيحة قبل العالميّة ، ومعلوم أنّ التّخلية مقدّمة على التّخلية ، والتّلاميذ ظلّ آبائهم وأمّهاتهم ومعلّميهم ، إن خيرا .. فخير ، وإن شرّا .. فشرّ ، وكثيرا ما أذكّر المعلّمين بخاتمة قصيدة جزلة لي في الموضوع ، وتلك الخاتمة هي قولي [في «ديوان المؤلّف» ٢٠٧ من البسيط] :

وفّوا الكلام وكونوا في الذّمام وفي

خوف الملام على ما كانت العرب

ثمّ إنّه لم يكن عندي تصّور لمناحي التّعليم وأخلاق الطّلّاب والمدرّسين بالسّاحل .. حتّى يسوغ لي الحكم ؛ فإنّما يتناول ثنائي ما ظهر من جمال الأسلوب ، وحركة الانقلاب ، وعموم التّيقّظ والانتباه ، وإجادة بعضهم في الشّعر حتّى يسوغ لي الحكم.

وفي المكلّا : ديوان للحكومة ، وإدارة للكهرباء ووزارة للماليّة ، وليس للسّلطان إلّا مرتّب مخصوص قدره عشرة آلاف ربيّة في الشّهر ، ثمّ رفع إلى خمسة عشر ألف ربيّة ، مع إضافات معيّنة لا يتجاوزها.


[١] مراد المصنّف هنا بالخلطة : مخالطة الأضداد ، ويقصد بهم : ذوي الطّباع السيّئة والأخلاق الرّذيلة ، المضادّة للطّباع السّليمة والأخلاق القويمة.

نام کتاب : إدام القوت في ذكر بلدان حضر الموت نویسنده : السيّد عبد الرحمن بن عبيد الله السقّاف    جلد : 1  صفحه : 132
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست