responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إدام القوت في ذكر بلدان حضر الموت نویسنده : السيّد عبد الرحمن بن عبيد الله السقّاف    جلد : 1  صفحه : 1062

خاتمة الكتاب

وهذا آخر ما انتهى إليه القلم في الموضوع ، ولم يصل إليه إلّا بعد الحران [١] ، وصوارف الاقتران ، وذلك أنّني لمّا خرجت عن سيئون [٢] .. عرض ما يوجب تصنيف «السّيف الحادّ لقطع الإلحاد» [٣] ، ثمّ لمّا قاربت الحسيّسة .. نجم ما يقتضي تأليف «نسيم حاجر في تأييد قولي عن مذهب المهاجر» ، وبإثره انفسخت العزيمة ، وضعفت الهمّة ، حتّى عالجتها بمثل قول أبي الطّيّب [في «العكبريّ» ٤ / ١٤٥ من الوافر] :

ولم أر في عيوب النّاس عيبا

كنقص القادرين على التّمام

فانبعثت ثالثة ، لكن بخطا قصيرة ، وصدر ضيّق ، مع أنّ الموضوع ليس من فنّي [٤] ، ولا يليق بسنّي ، وإنّما كان الأحرى هو الإقبال على الدّار الأخرى ، وأستقيل الله من العثار ، ومن غثاء الإكثار ، وقد قالوا : إنّ أعراض الخلق حفرة من حفر النّيران ، وقف على شفيرها القضاة والمحدّثون ، وأهل التّاريخ فيهم يدخلون.

وأنا في المدح أخوف منّي في القدح ؛ إذ قرّرت في «بلابل التّغريد» أن لا غيبة لفاسق مطلقا ؛ فكيف بها للمصلحة؟

فإنّي لأرجو أن أنال بذمّهم

من الله أجرا مثل أجر المرابط [٥]

وقد صرّحوا بجواز الغيبة للتّحذير من الشّرّ كجرح الشّهود والرّواة.

وقاعدة : (ما جاز بعد امتناعه) تقتضي الوجوب.


[١] الحران : الشدة.

[٢] أي : عقب الانتهاء من تدوين ما يتعلق بها.

[٣] ألفه في الرد على كتاب «وحدة الأديان» للصّافي ، طبع بعدن سنة (١٣٦٧ ه‌).

[٤] هذا من هضم النفس وكسرها ، وإلا .. فمن لهذا الفن الذي لم يدع فيه رحمه الله شاذة ولا فاذة إلا وأوردها ، ولا فائدة وحسن عائدة إلا واقتادها .. سواه ، ولكنه اعتذر بما يأتي .. فأبان عن حسن اعتذاره.

[٥] البيت من الطويل ، وهو لبشار بن برد في «ديوانه» (١٨٥).

نام کتاب : إدام القوت في ذكر بلدان حضر الموت نویسنده : السيّد عبد الرحمن بن عبيد الله السقّاف    جلد : 1  صفحه : 1062
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست