نام کتاب : أوضح المسالك إلى معرفة البلدان والممالك نویسنده : ابن سباهي زاده جلد : 1 صفحه : 45
ولا يعلم ما خلفه إلا الله ، وهو غور المحيط ولم يقف أحد من خبره على الصحّة ، ولا ركبه أحد ملججا أبدا إنما يمرّ مع ذيل [١] السّاحل لأن به أمواجا كالجبال الشوامخ ودويّ كعظم [٢] دويّ الرعد لكنّ أمواجه [٨ ب] لا تنكسر ولو انكسرت لم يركبه [٣] أحد لا ملججا ولا مسوحلا.
واتفق جماعة من أهل أشبونة [٤] وهم ثمانية أنفس وكلّهم أبناء عمّ فأنشأوا مركبا كبيرا وحملوا فيه من الماء والزاد ما يكفيهم مدة طويلة ، وركبوا متن هذا البحر ليعرفوا ما في نهايته ويروا ما فيه من العجائب ، وتحالفوا أنهم لا يرجعون أبدا حتّى ينتهوا إلى البرّ الغربيّ أو يموتوا ، فساروا فيه ملججين أحد عشر يوما فدخلوا إلى بحر عظيم غليظ الموج كدر الريح مظلم المتن والقعر [٥] كثير القروش [٦] فأيقنوا بالهلاك والعطب ، فرجعوا إلى [٧] البحر في الجنوب إثني عشر يوما فدخلوا إلى جزيرة الغنم وفيها من الأغنام ما لا يحصي عدده إلا الله ، وليس بها آدمي ولا بشر ولا صاحب فنفضوا [٨] إلى الجزيرة وذبحوا من ذلك الغنم وأصلحوه وأرادوا أن يأكلوه فوجدوا لحومها مرّة لا تؤكل ، فأخذوا من جلودها ما أمكن ووجدوا بها عين ماء عذب فملئوا منها وسافروا مع الجنوب اثني عشر يوما أخر فوافوا جزيرة وبها عمارة فقصدوها ؛ فلم يشعروا إلا وقد أحاطت بهم زوارق وبها قوم موكلون بها فقبضوا عليهم وحملوهم إلى الجزيرة فدخلوا إلى مدينة على
[١] في الأصل وفي (ب) و (ر): «زبد» وفي (س): «زبد البحر» وما أثبتناه من الخريدة.
[٢] وردت في جميع النسخ : «كأعظم» وما أثبتناه من الخريدة.
[٣] في الأصل : «لا يركب» وما أثبتناه من (ب) و (س) و (ر) والخريدة.